قال موقع "فوكس" الأمريكي إن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دار كله حول فكرة "أمريكا أولًا" التي اعتمدها شعارًا لحملته الانتخابية. وأوضح الموقع أن ترامب تجاهل الإشارة إلى المؤسسات الدولية، مشددًا على أن الاستقلال والسيادة الوطنية يجب أن يحتلا صدارة اهتمام قادة دول العالم. وقال ترامب أمام جمع من رؤساء الدول المشاركين في اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة "أقدّر حق كل دولة ممثلة في هذه القاعة في اتباع عاداتها وتقاليدها ومعتقداتها. الولاياتالمتحدة لن تقول لكم كيف تعيشون وتعملون وتمارسون عباداتكم، ونطالبكم بالمقابل باحترام سيادتنا". وأضاف الموقع أن ترامب قطع الطريق على أي محاولة لتغيير رؤيته لما يجب أن يسود في معاملات بلاده مع الدول الأخرى، قائلًا "سنرى ما يصلح وما لا يصلح، وسنرى ما إذا كانت الدول التي تتلقى منا الدولارات والحماية تراعي مصالحنا. وفيما بعد سنمنح مساعداتنا الخارجية فقط لأصدقائنا ومن يحترموننا". وأشار الموقع إلى أن خطاب ترامب هذا العام لم يزد أو ينقص عن خطاب العام الماضي، باستثناء وصفه للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ب "رجل الصواريخ الضئيل" في خطاب العام الماضي. لكن قادة العالم الآن أكثر اعتيادًا على عقلية ترامب التي تتساءل باستمرار "ماذا قدمتم للولايات المتحدة؟"، وقد ألفوا التعامل معه على قاعدة سياسته الخارجية التي تولي الأولوية القصوى لمصلحة بلاده. وتابع الموقع أن ترامب لم يحاول تزيين سياسته، وإنما جهر بها كما هي قائلًا "أمريكا يحكمها الأمريكيون. إننا نرفض أيديولوجية العولمة ونقبل أيديولوجية الوطنية". وعلى سبيل الاستهلال، بدأ ترامب بالتبجح بمنجزات إدارته بعبارة "خلال أقل من عامين حققت إدارتي أكثر مما حققت أي إدارة في تاريخ دولتنا". هذه العبارة لم تثر دهشة الحضور فحسب، بل أطلقت عاصفة من الضحكات الساخرة، فاجأت ترامب الذي علق بالقول "لم أتوقع رد فعل من هذا النوع"، ليمضي بعدها معددًا ما يراه هو نجاحات في مجال أمن الحدود والاقتصاد والجيش. وأضاف الموقع أن ترامب ادخر كل ما لديه من طاقة على الغضب ليوجهها إلى إيران، منتقدًا نظامها ومدافعًا عن قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران. واستهلك ترامب معظم الوقت المخصص لخطابه في الدفاع عن سياسته، التي باتت معروفة إعلاميًا بعنوان "الترامبية"، والشكوى من استنزاف دول العالم للولايات المتحدة في قضايا التجارة والهجرة. وخصص ترامب جزءًا آخر من خطابه للهجوم على منظمات دولية، مدافعًا عن قراره الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومتعهدًا بعدم العودة إلى عضويته ما لم يتم إصلاحه، كما هاجم المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة الأوبك. وختم الموقع بأن ما طرحه ترامب ببساطة مفاده أنه كلما انكفأت الدول على شئونها الداخلية ومصالحها الخاصة كانت أكثر استعدادًا للتعاون مع بعضها، لكنه لم يشرح كيف يمكن تطبيق هذا المنطق الغريب، مكتفيًا بترديد عبارات رنانة ولكنها جوفاء.