بعد أيام قليلة من قتل اثنين من رجال الشرطة الأمريكية لاثنين من المواطنين الأمريكيين من أصول إفريقية، قام مسلح باغتيال 5 ضباط شرطة من دالاس وإصابة أكثر من 7، أي أن عنف الولاياتالمتحدة وعنصريتها تجاه السود لن تؤدي حقوقهم بل ربما تكون وبالا على أمريكا. قال موقع "اثيوميديا" الإثيوبي إن أحد المرشحين لرئاسة الولاياتالمتحدة استغل تلك الأحداث الجارية من اضطهاد للسود لتسييس المأساة، وهو ما فعله ترامب الذي يطلق على نفسة اسم "مرشح القانون والنظام" عندما قال يجب الحفاظ على القانون والنظام على أعلى مستوى، وإلا سنفاجأ بمطالبة هؤلاء بدولة، ويجب أن نوقف طموح أن يكون لهم دولة، وهاجم ترامب هيلاري كلينتون وقال إنها ضعيفة وغير فعالة، وقوادة، وتحدث عن فضيحة البريد الإلكتروني الأخيرة، وقال إنها لا تسبب لي الإحراج فقط ولكن للأمة بأسرها، فإنها بذلك إما كاذبة أو غير كفء. تلك الجملة التي استخدمها ترامب بوجوب إنفاذ القانون استخدمها من قبله السناتور باري غولدووتر في عام 1964 في خطاب ترشحه عندما قال: "نحن الجمهوريين نسعى لتشكيل حكومة المسؤوليات المترتبة على الحفاظ على الأمن وإنفاذ القانون والنظام، وهذه العبارة قالها أيضا ريتشارد نيكسون عندما قال إن الأمة العظيمة هي التي تحافظ على سيادة القانون. الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة في الغالب تعاني من الانفلات الأمني غير المسبوق، وأصبحت تمزقها أعمال العنف العنصري الذي لم يسبق له مثيل، فعندما نجد رئيس الولاياتالمتحدة لا يستطيع السفر إلى الخارج أو إلى أي مدينة من المدن الكبرى خوفا من المظاهرات المعادية نتأكد أن أمريكا أصبحت في حاجة لقيادة جديدة، وأنه بالفعل أصبحت كلمة القانون والنظام رمزا لكلمة عنصرية، وأن هدف الولاياتالمتحدة في تحقيق العدالة لكل الأمريكيين ما هو إلا شعار رنان، رد عليه الأفارقة الامريكيون بقولهم: إذا أردتم أن نحترم القانون في أمريكا، يجب علي القوانين أن تكون جديرة بالاحترام. بعد أن أصبح نيكسون رئيسا، ترجمت العبارة إلى عمل الشرطة العنيف المباشر ضد المدافعين عن الحقوق المدنية، من الطلاب والنشطاء المناهضين للحرب. وكما أكد رونالد ريغان على موضوع القانون والنظام في خطابه 1964، وبعد أن أصبح رئيسا للبلاد في عام 1981، أصبح "القانون" أكثر صرامة وأخذ "النظام" يزج بالمزيد في السجون حتى زاد عدد السجناء 3 أضعاف من 500 ألف في عام 1980 إلى 1.5 مليون شخص في عام 1994. وتساءل الموقع: عندما يتحدث ترامب حول "القانون والنظام"، ماذا يعني هذا بالضبط؟، وعندما يقول ترامب "سأجعل أمريكا هي العظمى"، ماذا يعني هذا أيضا؟، حيث أكد ترامب أنه يتوقع أن تكون هناك مواجهات عنصرية خلال فصل الصيف، ومن هنا كرر جملة إنفاذ القانون وأنه حان الوقت لوقف العداء ضد الشرطة، ووضع حد لخروج الزنوج على القانون وهذه فقط ستكون البداية، ولكن ماذا يقصد ترامب بالبداية؟، هل يقصد أن تكون الفترة القادمة هي فترة الإبادة الجماعية للأفارقة؟. أيا كان ما يقصده ترامب، فإنه من دواعي القلق أن يستخدم الجملة القديمة "القانون والنظام" والتي قالها مباشرة بعد مقتل 5 من رجال الشرطة وإصابة 7 آخرين. والمثير للقلق أن تلك الجملة غالبا ما تستخدم لنشر الخوف وقمع الأمريكيين الأفارقة واتهامهم بالخروج على القانون، كما أن تصريحات ترامب المستفزة عن القانون والنظام تأتي في سياق عنصري آخر عرقيا ودينيا، وهذا ليس كل شيء بالنسبة لعنصرية ترامب، بل وعد بفرض حظر على جميع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة إذا أصبح رئيسا. في عام 2016، بدأت الفاشية تطل بوجهها القبيح وتظهر بشكل واضح لبصق سم العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز على أساس الجنس، وكره النساء، والتهويل والرجعية ومعاداة الأفارقة في أمريكا. وتعيد تصريحات ترامب إلى الأذهان السياسة النازية في ألمانيا التي لا يوجد بينهما سوى وجهين من الاختلافات، فالترويج إلى إيديولوجية النازية برر شن حروب التوسع الإقليمي الوطني في أوروبا الشرقية وخارجها باعتبارها ضرورة وجودية وطنية لتحقيق الرفاه المادي والمعنوي للشعب الألماني، كما أن النازية سعت إلى إنشاء مساحة أوسع لمعيشة الألمان من خلال ترحيل وإبادة واسترقاق البولنديين والأوكرانيين، أما دونالد ترامب فيريد بناء جدار لحماية الأمريكيين من المكسيكيين وغيرهم من الأجناس الأقل من وجهة نظره من العالم.