عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لطشقند، جلسة مباحثات مع رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الأوزبكى استهل المباحثات بالترحيب بالرئيس، مشيرًا إلى أهمية تلك الزيارة التاريخية التى تفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين، خاصة أن الشعب الأوزبكى ينظر إلى مصر بعميق الاحترام والتقدير لما لها من مكانة ثقافية وتاريخية، وفى ظل دورها الإقليمى والدولى الهام، فضلًا عن دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للإسلام الوسطى، كما أن العديد من العلماء من أصل أوزبكى استقروا فى مصر، حيث أنتجوا للعالم عدة إبداعات فى مختلف المجالات. وأعرب الرئيس الأوزبكى عن تقديره لنجاح مصر فى تحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة تحت قيادة الرئيس، مشيرًا إلى الحرص على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير التعاون المشترك فى مختلف المجالات خاصة على الصعيدين الاقتصادى والتجارى لما فيه صالح البلدين والشعبين الصديقين. وأضاف أن الرئيس أعرب عن ترحيبه بزيارة أوزبكستان، موجهًا التهنئة للرئيس ميرضيائيف والشعب الأوزبكى على ذكرى الاستقلال الوطني والتى تواكب الأول من سبتمبر، مؤكدًا عراقة التاريخ الأوزبكستانى وما يلقاه العلماء من أصل أوزبكى من احترام وتقدير فى مصر، خاصة أنهم أثروا الثرات الإسلامي بجهدهم، حيث قدمت مختلف المناطق الأوزبكية العديد من العلماء والمفكرين والمخترعين. وأكد الرئيس تطلعه لأن تكون زيارته التى تعد أول زيارة لرئيس مصري منذ استقلال أوزبكستان وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بمثابة نقطة انطلاق لتطوير العلاقات بين البلدين، بما يعكس حضارتيهما وتاريخهما الكبير، مشيرا فى هذا الإطار إلى أن مصر حريصة على تحقيق مصالح مختلف الدول الصديقة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. وشهدت المباحثات استعراض أوجه التعاون الثنائي بين الجانبين، حيث أكد الرئيس الأوزبكى حرص بلاده على دفع التبادل التجارى بين البلدين إلى آفاق جديدة وزيادته لأكثر من عشرة أضعاف عن مستواه الحالي، مشيرًا إلى أن بلاده يمكن أن تكون نقطة انطلاق للمنتجات المصرية فى آسيا والوسطى، فى حين أن مصر يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمنتجات أوزبكستان فى أفريقيا، كما أكد حرص بلاده على التعاون فى مجال الاستثمار، وتأسيس مجلس أعمال مشترك يساهم فى دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلًا عن دعمه لقعد اللجنة المشتركة المصرية الأوزبكية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني خلال الشهر الجارى فى طشقند باعتبارها فرصة لتفعيل التعاون المشترك بين الجانبين. كما أعرب عن اهتمام بلاده بتكثيف التعاون مع مصر فى مجال السياحة وتنظيم رحلات مشتركة بين المقاصد السياحية فى كلتا البلدين، خاصة فى ظل الخبرة والإمكانات المتوفرة فى مصر فى هذا القطاع، كما تم التباحث حول سبل التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، بما فى ذلك تكثيف المشاورات وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية الأمنية فى هذا الشأن. وذكر المتحدث الرسمى، أن الرئيس استعرض خلال المباحثات ما تقوم به مصر من عملية إصلاح اقتصادى واجتماعي شاملة وجهود الحكومة لإنشاء بنية تحتية وتشريعية مواتية لجذب الاستثمارات، مشيرًا فى هذا الصدد إلى ما تتيحه مصر من فرص واعده فى مختلف أنحاء الجمهورية، وما يربطها من علاقات متميزة واتفاقيات للتجارة الحرة مع العديد من الدول الأوروبية والأفريقية والعربية تفتح الباب أمام تسويق المنتجات المصنعة فى مصر. كما استعرض الرئيس ما شهدته مصر والمنطقة من أزمات خلال الفترة الأخيرة، وأثرها السلبى على عملية التنمية، مشددًا على أهمية التوعية وتصويب الخطاب الدينى ونشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامى السمح، مؤكدًا أن الإشكالية تكمن فى فهم البشر لصحيح الدين الإسلامى. وقال الرئيس السيسي إن مواجهة الفكر المتطرف لا يجب أن تقتصر على المواجهة العسكرية والأمنية فقط بل يجب أن تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاجتماعية وغيرها، موضحًا أن الشعب المصرى أصبح أكثر وعيًا نتيجة للتجربة القاسية التى مر بها خلال السنوات الأخيرة، وأكثر إدراكًا لحقيقة المظاهر الخادعة ومن يستغلون الدين لتحقيق مكاسب سياسية. كما تطرقت المباحثات إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التعاون بين الدول الإسلامية لما فيه صالح شعوب تلك الدول، كما أكدا أهمية التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقتى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، استنادًا لمبادئ عدم التدخل فى شئون الدول واحترام سيادتها على أراضيها وعدم التآمر، كما اتفق الجانبان أهمية التوصل إلى القضية الرئيسية للعالم الإسلامى وهى القضية الفلسطينية وفقًا لحل عادل يضمن للشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. واتفق الرئيسان على عقد لجنة مشاورات سياسية بين وزارتى خارجية البلدين بشكل دورى للتنسيق والتشاور بشأن مختلف الموضوعات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.