أمنع نفسي من الجري وراء الترند، أقلب في صفحات الفيس بوك مختلفة، أخبار صحيحة، أخبار متناقضة، شائعات لا أساس لها من الصحة، أفكر في عمل زر جوار اللايك له علاقة بمدى مصداقية الخبر، أعتقد أن خيارا مثل هذا سيساهم في الحد من الشائعات عبر فيس بوك، أكتب الاقتراح وأذكر نفسي بإرساله للدعم الفني الخاص ب فيس بوك عسى أن يجد لديهم قبول. تقوم صديقتي بعمل منشن لي في أخبار مختلفة، ألاحظ العناوين التي يبدأ معظمها بشاهد قبل الحذف، أضغط لايك دون مشاهدة إكراما لصديقتي، أرى ما أفعله من صفات المواطن الالكتروني، ذلك المواطن الذي يكتفي بالشير كتبرع، واللايك كمجاملة، والكومنت للدعم، أحاول التركيز في الأخبار المنهالة في التايم لاين لكن تركيزي يتشتت. أدخل إلى إحدى صفحات الكوميكس، تلك التي لا هم لها سوى التهريج وإلقاء النكات، في وسط الضحكات أجدهم قد وضعوا إعلانات لأغراض مختلفة، في التعليقات أجد البعض يحذر من السلعة المعلن عنها لأنه جربها وكانت مخالفة للوصف الوجود بالإعلان. أخرج من الصفحة وأدخل إلى أخرى تضع توصيات للمطاعم والأماكن الترفيهية، تضع هي الأخرى إعلانات لأماكن ويتهمها الناس في التعليقات بالضحك عليهم لإرسالهم لأماكن دون المستوى فقط لأنها تدفع لهم أموالا يدعموا بها صفحتهم. أتنقل من صفحة لأخرى فلا أجد سوى الإعلانات المنتشرة فيها، يصيبني الملل، أشعر بالضيق من الإعلانات المنتشرة فأغلق الفيس بوك. يرن هاتفي، تسألني صديقتي "أنت مش أون لاين ليه، خير؟"، أرد "أخدت استراحة شوية"، فتقول "لا أدخلي دلوقتي عايزكي تشوفي حاجة مهمة"، فأقول محذرة "المهم متكونش إعلانات"، أعود للفيس بوك، أفكر في حل لهوجة الإعلانات المزعجة، أقوم بعمل صفحة اسميها "معا ضد الإعلانات"، أدعو لها أصدقائي الذين يرحبون بالفكرة، يدعوني الفيس بوك لعمل إعلان للصفحة حتى تصل إلى أكبر عدد من الناس فأتجاهله فلا تزيد الأعداد بالصفحة، فأقوم بعمل الإعلان وعلى أثره يزيد العدد بالصفحة، يصبح مرتادي الصفحة آلافا، أجد شخصا يرسل لي رسالة يسألني عن قيمة الإعلان على صفحتي لمدة أسبوع، أغلق الخط، وأغلق الصفحة.