المشهد الكوميدي الشهير من فيلم "الوسادة الخالية" الذي جمع العندليب عبدالحليم حافظ وأحمد رمزي وعبدالمنعم إبراهيم الذين شعروا بالجوع الشديد ووجدوا ضالتهم في معرض طالبات الاقتصاد المنزلي الذي أكلوا فيه أصنافا من المخلل والمربى إضافة إلى تناول الشربات، هذا المشهد يعبر عن الصورة التي يرسمها البعض في أذهانهم لطلاب كلية الاقتصاد المنزلي، إلا أن هذه الفكرة ليست صحيحة؛ لأن دارسي الكلية ليسوا بالضرورة من الاناث كما أن أمامهم الفرصة للعمل في مجالات عدة، لا يقتصر الأمر فيها على إعداد الطعام وحياكة الملابس. يوجد ثلاث كليات لتدريس الاقتصاد المنزلي أسبقهم التابعة لجامعة حلوان والتي تأسست عام 1937 وبدأت في استقبال من الذكور عام 1979، ويدرس نفس التخصص العلمي في جامعات المنوفية والأزهر، ويوجد بها أقسام يقتصر القبول فيها على طلاب القسم العلمي وتمنح درجة البكالوريوس. دكتور أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية العلاجية، والعميد السابق لكلية الاقتصاد المنزلي في جامعة حلوان، والذي قال ل "صدى البلد" إنه ليس صحيحا أن غالبية دارسي الكلية من الفتيات، مشيرا إلى فرص العمل المتعددة التي توفرها هذه الدراسة لخريجيها، تضم الكلية تضم خمسة تخصصات مختلفة وهي:"علوم التغذية والأطعمة وإدارة مؤسسات الأسرة والطفولة والاقتصاد المنزلي التربوي والملابس والنسيج والصناعات الجلدية ومؤخرا تم استحداث برنامج خاص في تخصص التغذية العلاجية وتخرجت منه دفعتين وهي الشهادة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط الممنوحة في مجال التغذية العلاجية". وأضاف أن الاقتصاد المنزلي علم له مجالات عمل واسعة منها أخصائي التغذية العلاجية والذي يتولى وصف العلاج المناسب لكل حالة صحية، مثل مريض القلب أو السمنة أو النحافة، لأنه يكون دارسًا للغذاء، كما أن قسم الصناعات الجلدية يعتبر فريد من نوعه لتدريس استخدام الجلود في تصنيع الشنط والأحذية والأكسسوارات وغيرها من المنتجات، وذلك بمرتبات مجزية. كما لفت عبدالعزيز إلى الإقبال الكبير من الطلاب الذكور على الدراسة، والتي لا يقتصر مجال العمل فيها على تدريس مادة الاقتصاد المنزلي، وأضاف أن مهنة أخصائي التغذية مطلوبة بكثر في سوق العمل سواء داخل مصر أو في الدول العربية. أسس دكتور أشرف عبدالعزيز برنامج التغذية العلاجية في الكلية والذي التحق للدراسة به في البداية 11 دراسًا، ووصلت الآن أعدادهم إلى 100 دارس؛ لتوسع إدراك أهمية هذا التخصص.وختم حديثه موجهًا رسالة للطلاب:"الكليات الكبيرة مش بتشغل اختاروا كلية توفر فرص عمل" علي حسام، أخصائي تغذية في إحدى المستشفيات الخاصة، قال ل "صدى البلد" إنه اختار الدراسة في كلية الاقتصاد المنزلي بعد فشله في الالتحاق بكلية الصيدلة بعدها في الالتحاق بكلية توفر له فرصة عمل واقترح عليه أحد جيرانه الالتحاق بالكلية ويقول إن الأمر كان مستغربًا له في البداية، لكنه صادف الكثير من الزملاء الذكور، ونجح في الحصول على فرصة عمل بسهولة بعد تخرجه.