* سيدات رفعن شعار * التشجيع سر الطاقة الإيجابية وتحقيق المعجزات * المجازفة وخوض المغامرة أساس تخطى الصعاب * إسعاد الفرد لذاته ينعكس على مجريات حياته مبادرة أشعلت فتيلها مؤخرا فتاة بحقبة العشرينيات تدعى "منة شاهين" تحت عنوان "هي تسافر" تجسدت ملامحها بتبديل ملامح النظرة النمطية لأعراف المجتمع السائدة بتمسك بعض الأسر المصرية برفضهن مبدأ سفر بناتهن بمفردهن بداعي خوفهن الشديد وقلة خبرتهن بالأوساط المحيطة سواء في مراحل تعليمهن المختلفة، أو في العمل مقارنة بمنح الأبناء الذكور متسعا من الحرية والسماح بالسفر بمرافقة أصدقائهن بالرحلات. قررت منة شاهين تدشين صفحة بموقع التواصل الإجتماعى " فيس بوك"، تعلن خلالها تنظيم رحلات للفتيات والسيدات مجانية للسفر بمفردهن مع توفير كافة سبل الراحة والأمان وإقناع الآباء حال رفضهن تقبل مبدأ المبادرة ، وخاصة بعد أن بات السفر من ممنوعات أو محظورات العديد من العائلات، والأهالى بداعي الخوف أو العادات والتقاليد. وتقوم أي فتاة ترغب في السفر بإرسال رسالة صوتية تشرح خلالها دوافعها لقبولها ضمن المشاركات، وبمجرد أن تنهى الفتاة رحلتها تنقل كافة خبراتها المكتسبة للمقبلات على تلك التجربة. التقت عدسة "صدى البلد" نائب مؤسس المبادرة وعدد من السيدات اللاتى خضن تجربة مغامرة السفر بمفردهن لنقل خبراتهن والاستفادة من مشاركتهن. كان حلم السفر يداعب ابتسام لطفي،من الصعيد، بأن تحقق رغبتها بزيارة أربع دول هي المغرب ، الكونغو ، إثيوبيا ، الجابون ، ليحالفها الحظ بالزواج من رجل حتمت عليه وظيفته العمل خارج البلاد. اكتشفت "ابتسام لطفى" بمحض الصدفة تلك المبادرة عن طريق تصفحها الدورى بمواقع التواصل الاجتماعى والتى لم تتردد لوهلة بتكرار تجربة السفر ولكن هذه المرة بمفردها دون اصطحاب أبنائها أعقبها تنظيمها العديد من أفواج الفتيات للسفر ذهابا وإيابا دون اصطحاب أولادها ومنح زوجها كافة سبل التحفيز لمباشرة عملها. أثنت ابتسام على تلك المبادرة الناجحة وتحقيق حلم فتيات عديدة قد تمنتها نساء قبلهن ولكن "متن قهرا دون تحقيق رغباتهن"،على حد تعبيرها، نظرا للقيود والتابوهات القديمة الذى لاتزال تفرضها بعض العائلات التي ترى سفر الفتاة بمفردها أمرا كارثيا، فى ظل منح الرجال الصلاحيات كاملة بالسفر دون قيود. كما أشارت فتاة تدعى دعاء إلى خوضها تجربة من نوع خاص حاربت من أجلها سنوات عدة لإقناع والديها بالسفر لتسنح لها الفرصة فاتحة ذراعيها وبعد محاولات مستميتة تغلبت فيها على خوفها من السفر بمفردها ليتحقق حلمها الذى كان قد بات بعيد المنال. تتذكر "دعاء" تفاصيل رحلتها وترتسم الابتسامة على ملامح وجهها مؤكدة أن المحادثات الهاتفية لم تكف من والدتها طيلة رحلتها لمحافظة الإسكندرية والتى استغرقت يوما واحدا طافت خلالها ضمن مجموعة فتيات من المبادرة لاستكشاف معالم عروس البحر المتوسط شعرت خلالها بارتياح لم تشعره من قبل ، وبث روح جديدة تتضمن المجازفة ، تخطى العقبات بروح المثابرة ، والاعتماد على النفس. كما نشأت فتاة تدعى شيرين جميل منذ نعومة أظافرها على روح المبادرة وحل الأزمات مهما كانت صعوبتها ، ووصفت نفسها ب"الفتاة الجدعة ب 100 رجل"، تزوجت وهي لم تكمل 20 عاما خاضت خلالها رحلة شاقة من تحمل أعباء، مسئوليات أطفالها لتشعر في لحظة ان الوقت قد حان لإسعاد نفسها بعد قيامها بواجباتها على أكمل وجه. وروت شيرين بروح مرحة تفاصيل ذلك اليوم الذى أخبرت فيه زوجها برغبتها بالسفر برفقة مجموعة من الفتيات والسيدات بمفردها كنوع من تغيير نمط حياتها ولو لساعات قليلة بمصاحبة صديقات جدد ولم يتردد بالموافقة على مطلبها لتشعر وكأنها فتاة عشرينية تسافر برحلة جامعية تضحك وتلهو وتستخلص تجربتها بأهمية تفكير الفتيات والسيدات بأنفسهن وعدم الانغماس بدائرة الأعباء ونسيان متطلباتنا من إسعاد أنفسنا والترويح عن الذات ، وتكوين صداقات طالما لن يؤثر ذلك على حقوق الزوج والأبناء.