ذكر تقرير لقناة "دويتش فيله" في نسختها الروسية، اليوم الجمعة، أن القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يعطي الأخير فرصة لتحسين علاقته الشخصية مع ترامب، مرجحًا أن بوتين على الأرجح سينجح في ذلك. وأشار التقرير إلى أن الرئيس الروسي محلل نفسي جيد ويستطيع التكيف مع من يحاوره، موضحًا أن موسكو تدرك أن ترامب على الأرجح سيبقى رئيسًا للبيت الأبيض لفترة رئاسية أخرى، ولذلك يجب التكيف مع هذا السيناريو. ورأى التقرير أن ترامب يتوق لهذا اللقاء أيضًا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يفضل الزعماء الذين يتخذون القرارات بشكل فردي دون التواصل مع البرلمان، ولذلك فإن إلغاء القمة سيصبح ضربة موجعة له. وقال، إن الموضوع الأساسي لهذا اللقاء بالنسبة لترامب هو العلاقات بين موسكو وطهران، حيث سيحاول ترامب إقناع بوتين التخلي عن التعاون مع إيران على الأقل في سوريا. وحسبما ذكرت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض على بوتين إقناع إيران الخروج من سوريا مقابل إقناع تل أبيب للأمريكيين بتخفيف العقوبات على روسيا او إلغاؤها بالكامل، لكن التقرير ألمح في هذا الإطار إلى أن تلك الصفقة فشلت وذلك لأن تأثير بوتين على القيادة الإيرانية محدود للغاية. وأوضح التقرير أن بوتين يمكنه فقط إقناع الإيرانيين بالابتعاد عن منطقة الجولان المحتلة، لكنه لا يستطيع فعل أكثر من ذلك، لافتَا إلى أن المشكلة المستقبلية للكرملين مع واشنطن ستكمن في تلك النقطة وذلك لأن السياسة الخارجية لروسيا تقوم على ثلاثة مبادئ رئيسية، وهي الحفاظ قبل كل شيء على الظروف المواتية لتوفير الحماية الطويلة للنظام السياسي في السلطة، والدفاع عن المناطق ذات المصالح المميزة في الاتحاد السوفيتي سابقًا، وأخيرًا خلق كم من المشاكل لأقصى درجة في الدول الغربية لإجبارهم على الانتباه لموقف موسكو. وبناء على ما سبق، رأى التقرير أن الكرملين لا يستطيع إقناع النظام الإيراني بالتخلي عن البرنامج النووي او تهديد إسرائيل، مشيرًا إلى أن ترامب أيضًا لن يستطيع فعل أي شيء حيال ذلك، وفي هذا السياق، فإنه لا يجب توقع نتائج مثيرة من القمة المرتقبة التي ستعقد بين الزعيمين في العاصمة الفنلندية هلسنكي، ولكن من الممكن أن يتم فقط إعادة فتح القنصليات المغلقة بين البلدين والاتفاق على الماورات بشأن نزع السلاح النووي.