توصل سالفا كير، رئيس جنوب السودان وزعيم المعارضة رياك مشار، إلى اتفاق تاريخي لتقاسم السلطة يتضمن عودة مشار لتولي منصب نائب الرئيس، وذلك في محاولة لإنهاء الخلاف والحرب الأهلية التي ضربت البلاد منذ 2013. ونقل موقع "راديو فرنسا الدولي" عن وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد قوله إنه تم الاتفاق على أن يكون هناك أربعة نواب للرئيس، وهم نائبا الرئيس الحاليان، إضافة إلى رياك مشار الذي سيتولى منصب النائب الأول للرئيس، مضيفا أن المنصب الرابع سيمنح لسيدة من المعارضة. وأكد أن هذا الاتفاق وافقت عليه حكومة جنوب السودان، بعد مفاوضات في كمبالا حضرها الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني والسوداني عمر البشير، موضحا أن حركة المعارضة التي يقودها مشار أبدت موافقتها المبدئية على الاتفاق ووعدت بدراسته وإعطاء موقفها النهائي منه بعد جلسة مفاوضات جديدة في الخرطوم خلال الساعات القليلة المقبلة. وفي يونيو الماضي، وافقت الأطراف المتنازعة في جنوب السودان على سحب قواتهما من المناطق الحضرية، وذلك في إطار الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه في الخرطوم، وينص على وقف دائم لإطلاق النار. وكانت الأممالمتحدة أمهلت أطراف الجنوب المتنازعة مهلة حتى نهاية الشهر الماضي للتوصل إلى اتفاق سياسي يعيد الحياة للبلاد الغارقة في الحرب الأهلية منذ أكثر من أربع سنوات، محذرة من فرض عقوبات على كل منهما. واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان حين اتهم الرئيس الحالي سيلفا كير نائبه السابق مشار بالتخطيط لانقلاب ضده، ما أسفر عن آلاف القتلى وأجبر الملايين على النزوح من منازلهم منذ ديسمبر 2013، لكن تلك الاتفاقيات الجديدة تشير إلى احتمالية اقتراب السلام في تلك الدولة، بينما حذر محللون من عدم صمود تلك الاتفاقيات خاصة المتعلقة بوقف إطلاق النار في البلد الذي يشهد توترا كما حدث من قبل في 2016 عندما هرب رياك مشار إلى جنوب أفريقيا ورفضت فصائل المعارضة التي يتزعمها مشار وقف إطلاق النار.