قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن النصر دائمًا ما كان حليفًا للمصريين ما داموا يتلمسون أسبابه من اتحاد وتكاتف وأخذ بالأسباب والعمل الدءوب، مؤكدًا أن رمضان شهر الانتصارات. وأضاف «علام»، خلال حواره ببرنامج «حوار المفتي» على فضائية «on live»، أن نصر العاشر من رمضان كان نقطة فارقة في تاريخ مصر، فالمصريون لم ينتصروا في هذه الحرب الصعبة بالنيات الطيبة فقط، ولكن انتصروا عندما أحسنوا الإعداد والتخطيط وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق هذا النصر. وأشار إلى أن ذكرى انتصار العاشر من رمضان طيبة على قلوبنا جميعًا، لأنها أعادت الكرامة للشعب المصري والعربي في حربهم الشريفة لاسترداد أرضهم ضد العدو الغاشم الذي سلب حقوق هذه الأرض. ولفت إلى أن هناك العديد من الحروب والانتصارات التى وقعت في شهر رمضان أثناء الصيام، كحرب أكتوبر وغزوة بدر، وهي تأكيد على أن الأساس في الانتصار هو الانتصار على النفس، فالصوم هو في الحقيقة انتصار على شهوات الإنسان. وأكمل: أن الانتصار على النفس يعني القدرة على الانتصار في ميدان الحياة، وهذا ليس في مقام الحرب الذي ندافع فيها عن أنفسنا وعن الأرض والعرض والدين فقط، وإنما في موطن إيجاد القوة الرادعة للعدو حتى لايعتدى علينا، والله سبحانه وتعالى يقول: «أَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ» (سورة الأنفال: 60). وأشار مفتي الجمهورية إلى أن مصر في حربها ضد الإرهاب في أشد الحاجة لاستعادة روح الإعداد لحرب العاشر من رمضان التي ضرب فيها المصريون أروع المُثل في الوحدة والالتفاف حول جيشهم ودعمه ليس دعمًا معنويًّا فحسب، ولكن بعمل كلٍّ منا في موقعه ووظيفته. وأكد المفتي أنه علينا -نحن المصريين- أن نحقق انتصارات حياتية في معارك التنمية والاقتصاد والتعليم والإدارة ومكافحة الفساد والنهوض والتقدم في كل المجالات؛ بما يدعم الوطن في حربه على الإرهاب والتطرف ويقضي آمال من يخططون من أجل سقوط هذا الوطن الذي سيظل شامخًا بإذن الله. وتابع: أن المصريين وقفوا صفًّا واحدًا أمام العدو بقلوب مؤمنة متوجهة إلى الله عز وجل آخذين بأسباب النصر سِتَّ سنوات عجاف عانى فيها الوطن، ولكن في النهاية حققوا النصر على الأعداء وأَنْهَوا أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
