قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى قد منّ على نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-، بانشراح صدره، وسلامة قلبه، وطهارة نفسه. وأوضح «المعيقلي» خلال خطبة الجمعة اليوم من الحرم المكي، أنه قد أوذي صلى الله عليه وسلم أشدَّ ما تكون الأذيَّة في سبيل تبليغ دعوته، ومع هذا كان أسلم الناس صدرًا، وأكثرهم عفوًا، والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، هم أطهر الناس قلوبًا بعد الأنبياء. وأضاف أنه في غزوة أحد، أحب صلى الله عليه وسلم أن يشحذ همم أصحابه، فحثهم على القتال ووعدهم النصر، وأَخَذَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا فَقَالَ: «مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا» فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا، أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ» قَالَ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ وحين حضرت الوفاة أبا دجانة رضي الله عنه، كان وجهه يتهلل، فلما سئل عن ذلك، لم يتذكر تلك المواقف الجليلة، من نصرته لله ورسوله، وإنما تذكر شيئا آخر فقال: «ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: أما إحداهما فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، واما الأخرى، فكان قلبي للمسلمين سليمًا».