نشرت صحيفة "هآرتز" الإسرائيلية، اليوم تقريرا قالت فيه أنه بحلول 12 مايو المقبل، ستنتهي المهلة التي يجب على الرئيس الأمريكي انتظارها لتقرير ما إذا كان سيلغي الاتفاق النووي مع إيران، أو سيستمر فيه ولكن بشروط جديدة، وهو الخيار الذي حاول الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إقناع ترامب به خلال لقاءاتهم الأخيرة معه. وقالت الصحيفة إنه يبدو أن ترامب عاقدً العزم على إلغاء الاتفاق مع إيران، فبعيدًا عن تصريحاته الكثيرة التي تعكس هذه النية، إلا أن زيارة وزير خارجيته الجديد، مايك بومبيو، إلى السعودية وإسرائيل، وتصريحاته خلال هذه الزيارتين، تعتبر دليلًا قاطعا على اتجاه واشنطن لإلغاء الاتفاق النووي مع طهران. وقال وزير الخارجية الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي، عادل الجبير، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تغض الطرف عن أنشطة إيران الإرهابية في المنطقة، مستنكرًا دعم طهران لميليشيات الحوثي ومدها بالسلاح في اليمن، مضيفًا: "إيران تتصرف بشكل أسوأ بعد توقيع الاتفاق النووي، وأن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران سيكون خيارنا في حال لم يتم تعديله"، مشيرًا إلى أن "الاتفاق بشكله الحالي لم ينجح بردع إيران في كثير من المجالات". وقالت "هآرتز" إن ماكرون استغل زيارته الرسمية إلى واشنطن، التي استمرت 3 أيام، لإقناع ترامب بعدم الانسحاب، وهو نفس ما فعلته ميركل وماي، وهي محاولة أخيرة من جانب أوروبا لعدم المساس بالاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة 5+1 مع إيران عام 2015، في ظل رئاسة باراك أوباما. وأضافت أنه بموجب اقتراح ماكرون، ستوافق الولاياتالمتحدة وأوروبا على منع أي نشاط نووي إيراني حتى عام 2025 وما بعده، فضلًا عن تهيئة الظروف لإيجاد حل سياسي لتدخلات إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، إلا أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أصر على عناده، ورفض التفاوض حول تعديل الاتفاق النووى. وقال فى اتصال هاتفى، اليوم الأحد، مع نظيره الفرنسي، إن بلاده وضعت إجراءات للرد على الانسحاب الأمريكى المحتمل من الاتفاق. واستعرضت الصحيفة الإسرائيلية مصلحة الولاياتالمتحدة من الخروج من الاتفاق النووي، مشيرةً إلى أنها جلية للغاية، إذ أنه في حالة لم ينسحب ترامب من الاتفاق فإن ذلك يعتبر بمثابة هزيمة مدوية لبلاده وانتصارًا لإيران أمام العالم، وترامب لن يسمح بذلك على الإطلاق، ناهيك عن أن انسحاب ترامب سيعزز من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وأن هناك دولًا أخرى ستفرض عليها عقوبات جديدة، وهو الأمر الذي يضعف إيران إقليميًا في المنطقة. وبحسب الصحيفة فإنه على المدى الطويل، فأن انسحاب واشنطن سيوفر لها ولإسرائيل أو غيرهما للقيام بأعمال عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، إذا أصبح ذلك ضروريًا، علاوة على أنه في حالة أعاد ترامب فرض العقوبات الأساسية على إيران، فإنه سيضطر إلى الانتظار لمدة 180 يومًا على الأقل قبل فرض عقوبات أكثر قسوة والتي ستتمثل في استهداف بنوك الدول التي تفشل في خفض مشترياتها من النفط الإيراني.