استقبلت مكتبة الإسكندرية، مساء، اليوم، الكاتب الصحفي الفرنسي المعروف روبير سوليه Robert Sole كضيف شرف ومتحدث رئيس في أول ندوة ثقافية يستضيفها "مجلس الطهطاوي". حرص الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على دعوة روبير سوليه الكاتب الصحفي الفرنسي، المصري المولد والنشأة، للمشاركة في أول ندوة يفتتح بها المجلس أعماله، حيث تكرس لمناقشة مؤلفه الأخير الذي تناول فيه حياة العلّامة المصري الإمام رفاعة الطهطاوي وإسهاماته الغزيرة علمًا وفكرًا. وأعرب الكاتب الصحفي روبير سوليه عن سعادته للمشاركة في إطلاق "مجلس الطهطاوي" من مكتبة الإسكندرية، مؤكدًا أنه يكن إعجاب وتقدير لشخصية رفاعة الطهطاوي، وهو ما يعبر عنه في كتابه الأخير الذي يتناول عشرين شخصية من أهم الشخصيات المؤثرة في مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين. وقال سوليه إنه ولد في مصر وعاش فيها حتى عامه السابع عشرة ثم استقر في فرنسا، وعاد إلى مصر بعد عشرين عامًا ليكتشفها من جديد. وأضاف: "منذ هذه اللحظة لم استطع أن انفصل عن هذا البلد، فلقد أصبحت مصر التي أمضيت فيها طفولتي هي مضمون كتاباتي سواء في الإطار الروائي أو المقالات والكتابات التاريخية، بالتوازي مع مهنتي كصحفي في جريدة لوموند التي أعمل بها منذ أربعين عامًا". وهنأ الكاتب الصحفي شريف الشوباشي مكتبة الإسكندرية لاختيار شخصية رفاعة الطهطاوي لإضفاء اسمه على هذا المجلس، لأن الطهطاوي يعتبر مفجر عصر النهضة العربية الحديثة في منتصف القرن التاسع عشر. بينما أكدت الدكتورة رشيدة الديواني؛ أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة الإسكندرية، على عبقرية رفاعة الطهطاوي التي تجلت في إدخال أفكار فرنسا لمصر عن طريق الترجمة، وقد ساهمت ترجماته وكتاباته السياسية والعلمية والاقتصادية في نهضة مصر وفتحت آفاق جديدة للقارئ العربي. من جانبها، أكدت الدكتورة نادية عارف؛ أستاذة الأدب الفرنسي والترجمة بجامعة فاروس، أن بداية التداخل الثقافي بين فرنسا ومصر جاءت مع رفاعة الطهطاوي، فهو رائد حركة التنوير في مصر. وقالت إنه استطاع أن ينقل ببراعة خصائص التقدم والرقي الأكثر اتساقًا مع المحيط القيمي السائد في مصر في تلك الحقبة التاريخية. ومن المتوقع أن تدور اللقاءات الفكرية ربع السنوية التي سيستضيفها "مجلس الطهطاوي" ويشارك فيها مثقفون ومفكرون وأكاديميون مصريون وأجانب، حول أهم المؤلفات التي تتمازج فيها الحضارتان العربية والغربية بكل ما يشتمل عليه ذلك من أوجه تلاق واختلاف تأكيدًا لمقومات الهوية وانفتاحًا على الثقافات المختلفة.