كانت شوارع القاهرة في الماضي تحمل ذكريات تاريخ قديم يشهد أصالة هذه المحافظة العريقة، لكن الآن أصبحت تحمل ذكريات أليمة لدم وقتل وسحل المصريين وفي السطور القادمة حصر لأبرز مواجهات الدم في شوارع القاهرة. مسرح البالون بدأت أحداث هذا الشارع في 26 يونيو الماضي عندما تجمع أهالي شهداء يناير في احتفالية لتكريمهم، وأثناء محاولة مجموعة من الشباب، ادعوا أنهم من أهالي الشهداء، دخول المسرح منعهم الأمن فاشتبكوا معهم واقتحموا المكان ثم انتقلوا لمبنى وزارة الداخلية وحدث قذف بالحجارة وتوجهوا إلى ميدان التحرير لتقع بينهم وبين الأمن مواجهات انتهت بسقوط ضحية وعد من المصابين وتم فض الاعتصام من قبل قوات الأمن. السفارة الإسرائيلية بدأت أحداث السفارة الإسرائيلية في سبتمبر الماضي عندما سقط 5 من رجال الشرطة المصرية بنيران إسرائيلية على الحدود المصرية مع إسرائيل، وهو ما أدى إلى اتجاه عدد كبير من شباب التحرير للاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية مطالبين بحق من لستشهدوا، وبعدها بنت حكومة عصام شرف جدارًا خرسانيًا أمام السفارة الإسرائيلية وهو ما استفز الثوار وأدى لزيادة عددهم، ليتحول الأمر بعدها إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن ومحاولة اقتحام البعض لمديرية أمن الجيزة وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط 3 ضحايا وإصابة 1049 آخرين. ماسبيرو بدأت أحداث ماسبيرو في 9 أكتوبر الماضي، عندما نظم عدد من أقباط شبرا مسيرة سلمية تبدأ من شبرا وتنتهي بمبنى ماسبيرو، احتجاجا على هدم كنيسة مارجرجس بإدفو، ولكن هذه المسيرة السلمية انتهت بشكل مأساوي عندما حدث احتكاك بين قوات الجيش والأقباط، وهو ما أدى إلى حدوث مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 27 قبطيًا وإصابة 272 آخرين، وأكثر ما استفز كل من تابع هذه الأحداث الدامية هو دهس المدرعات الحربية المتظاهرين بشكل دموي مؤلم.
محمد محمود بدأت أحداث شارع محمد محمود يوم 18 نوفمبر الماضي عندما اعتصم عدد من مصابي الثورة في ميدان التحرير بسبب عدم معالجتهم أو حصولهم على نفقات العلاج من الحكومة، ولكن قوات الجيش والأمن المركزي فضت اعتصامهم بالقوة، وهو ما أدى إلى انضمام عدد كبير من الثوار إليهم، وفضت الجيش والشرطة الاعتصام بالقوة مرة أخرى لتكون النتيجة عودتهم للميدان وتوجههم لشارع محمد محمود في طريقهم لوزارة الداخلية لاقتحامها، ولكن قوات الأمن المركزي تصدت لهم بالرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع لتكون النتيجة سقوط 46 قتيلاً وإصابة471 آخرين معظمهم بإصابات بالغة في العينين أدت إلى فقدهم البصر تماما. قصر العيني لم يكن قصر العيني محورا للأحداث إلا مؤخرا، وهذا بعد اعتصام عدد من شباب الثورة أمام مبنى مجلس الوزراء محتجين على تكليف د.كمال الجنزوري بتشكيل الحكومة، ولكن يوم 16 ديسمبر الجاري بدأت الأحداث الدامية أمام مجلس الوزراء عندما قام جنود الجيش الذين يحرسون مبنى المجلس بضرب أحد شباب الألتراس المعتصمين ضربا مبرحا عندما قفز من فوق سور المجلس ليحضر كرة كان يلعب بها مع زملائه، وهنا بدأ فتيل الأحداث يشتعل واتجه المعتصمون إلى مجلس الوزراء ومجلس الشعب وبدأوا في إلقاء الحجارة ومحاولة اقتحام المبنيين وهو ما أدى إلى إلقاء الحجارة وكسر الرخام والأطباق والدواليب فوق رءوسهم، بل واستخدام الرصاص الحي الذي أدى إلى سقوط 11 قتيلاً وإصابة أكثر من 241 آخرين ولايزال العدد يزداد حتى الآن دون أن نعلم متي ستنتهي هذه الأحداث الدامية.
وبعد هذا الحصر لشوارع مواجهات الدم في القاهرة يبقي السؤال: ما هو الشارع القادم؟؟