سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطباء الجمعة : المروءة والتضحية ميراث عربي تحول إلى عادات أصيلة .. الجيش والشرطة المصرية خير مثال للإيثار ولا «مرتزقة» في صفوفهم.. وأرض الوطن تقاتل مع أبنائها
وزير الأوقاف: أبناؤنا من القوات المسلحة والشرطة خير مثال للإيثار الشعب سيظل صامدًا في مواجهة كل التحديات أرض مصر تُقاتل مع أبنائها قواتنا المسلحة وشرطتنا يتميزون بعدم وجود «مرتزقة» في صفوفهم وكيل الأوقاف بالإسكندرية: معاناة العرب القدامى من صعوبة العيش ربت لديهم الشهامة أجيال العرب توارثوا المروءة والإيثار منذ قديم الأزل التضحية ميراث عربي تحول إلى عادات أصيلة بمرور الوقت تناول خطباء الجمعة من القاهرة إلى الإسكندرية ، موضوع: «الشهامة والمروءة والتضحية»، ليكون عنوانًا عريضًا جلس المصلون في رحابه قبل أداء الصلاة، ففي مسجد «الشرطة»، بالقاهرة الجديدة، وحيث يشهد ذكرى عيد الشرطة، ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، زوير الأوقاف، الخطبة بحضور الدكتور شوقي علام، مُفتي الجمهورية، واللواء مجدى عبد الغفّار وزير الداخلية، ولفيف من القيادات الشرطة. وذكر الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن أئمة ودعاة الأوقاف تناولوا فى خطبة الجمعة اليوم موضوع فى غاية الأهمية وهو "الشهامة والمروءة والتضحية"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بنشر صحيح الدين الإسلامى الحنيف وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر القيم الإنسانية والمجتمعية. وأضاف العجمى:"يتمتَّع البشر بالكثير من الصِّفات التي تعدُّ حكرًا عليه وحده وتميِّزه عن باقي الكائنات، حتى إذا ظهرَت هذه الصِّفات في بعض الكائنات الأخرى أحيانًا فهي تظهر على أنها تَجَلٍّ غريب لدى إحدى الكائنات وليس بشكل تامٍّ غالبًا؛ أي: أنَّها تظهر بنِسَب معيَّنه لا تضاهي تلك التي لدى البشر. وتابع:" كما يمتاز الكائن البَشري بجمعه لكلِّ الصِّفات داخل مَنظومته الشعوريَّة والعقليَّة، وفي بعض الأحيان يظهر أحدها على حساب الآخر؛ فمثلًا من الممكن أن نجد أن صفة الإيثار موجودة لدى فرد من البشر وفي فرد آخر تتجلَّى صِفة الأنانية، وذلك يعود لعدَّة عوامل؛ أهمُّها التربية والبيئة الاجتماعية، والصِّفات الشخصية التي يصقلها المرء في ذاته ويعمل على تَنميتها. وأوضح أنَّ العرب في بداياتهم عاشوا في مجتمعاتٍ بدوية وصحاري؛ أي: إنَّهم عاشوا حياةً صعبة نِسبة إلى غيرهم من المجتمعات؛ فقد تربَّت لديهم بعض الصِّفات المميَّزة؛ كالكرم والشَّهامة، والنَّخوة والشَّجاعة، وهذه الصِّفات ظهرَت نظرًا لصعوبة العيش؛ بحيث اكتشف الإنسان العربي أنَّ عليه أن يساعِد غيرَه ليحصل على المساعدة ويستمر في البقاء هو وغيرُه. واستطرد: وفيما بعدُ تمَّ توارث هذه الصِّفات حتى أصبحَت عاداتٍ متعارَفًا عليها ويشتهر بها العرب؛ فمثلًا أي زائر غريب لمجتمع عربي يلاحِظ أنَّ هذا المجتمع بالحدِّ الأدنى يمتلِك صفةَ النَّخوة، وهي عِبارة عن صِفة يكون فيها الفرد قابلًا لتقديم المساعدة دون أي مقابل،ويقوم بنصر المظلوم ولو على حِساب نفسه، وهي تشبه صِفةَ الإيثار، بينما هي بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشَّهامة في نفس الوقت، وهي صفةٌ جيدة يمتدح كل مَن يحملها ويتم تعزيزها دائمًا لدى الفرد. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الشهامة والنجدة والمروءة والإغاثة والتضحية والإيثار والعطاء والسخاء سواء بالمال أو النفس، تعد من المعاني الإيمانية التي بُني عليها ديننا الحنيف، موضحًا أن السخاء بالنفس أشد وأولى، لأن من جاد بنفسه هان عليه أن يجود بما سواها. وأضاف أن الإسلام هو دين الرحمة والنُبل والعطاء والإيثار،منوهًا بأن هناك الكثير من المُثُل العظيمة القيمة في ديننا الحنيف، والتي نزل فيها قوله تعالى: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » الآية 9 من سورة الحشر. ونوه بأن رجالنا وأبناءنا من القوات المسلحة والشرطة يتمتعون بالإيثار والمروءة في ظل هذه الظروف وتلك التحديات، مشيرًا إلى أن تضحيات رجال الشرطة والقوات المسلحة وشجاعتهم تحمل الكثير من الدلالات على أن هذا الشعب سيظل قويًا أمام كل التحديات. وأوضح «مختار» أن ما شهدناه أول أمس من نماذج أبناء الشرطة البواسل، وكذلك من رجال قواتنا المسلحة من شجاعة شهيد وابن شهيد وحفيد مستعد للشهادة ، ما بين شيوخ وشباب وأطفال يؤكد أن هذا الشعب سيظل قويًا صامدًا في هذه الأرض، التي يعشقها أهلها، وتعشق هي أهلها. وأشار إلى أن رجالنا يقاتلون ونساؤنا على استعداد أن يكن إلى جوار رجالنا للدفاع عن هذا الوطن، ثم يخرج الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد، مستشهدًا بما قال الحجاج بن يوسف الثقفي: «إياكم وأرضهم، فإن اقتربتم من أرضهم لقاتلتكم صخور جبالهم»، منوهًا بأنه لعل رجال القوات المسلحة وأبناء الشرطة، يدركون أكثر من أي إنسان أن هذه الأرض تُقاتل إلى جانب أبنائها، كما أن أبناءها على استعداد للدفاع بدمائهم عنها. ولفت وزير الأوقاف، إلى أن من فضل الله سبحانه وتعالى علينا، أن جيشنا وشرطتنا هم نخبة من خلاصة خيرة أبناء هذا الشعب، فعندما يضحون بأنفسهم فإن ذلك يكون من أجل آبائهم وزوجاتهم وأبنائهم وكرامتهم وما نحوهم، وحين يلتف الشعب حول الجيش والشرطة، إنما يلتفون حول خيرة أبنائه. ونبه إلى أن جيشنا وشرطتنا يتميزان بأنهما لا مرتزقة فيهما، منوهًا بأن المرتزق هو الأجير، مشيرًا إلى أن بعض الدول تقوم بتكوين جيوش من المرتزقة، الذين لا خلق لهم ولا وطن وليسوا متجذرين في الأرض، فقد يترك الميدان لأن الأرض ليست أرضه وكذلك العرض والأهل ليسوا أهلها. وتابع: أما نحن فبين الشعب والجيش والشرطة والأرض لُحمة لا يمكن أن تنفك وهذه عقيدة المصريين، مؤكدًا بأنه لن يحمي الأوطان مثل بنيها، أما المرتزقة فلا يحمون لا أرض ولا عرض ولا كرامة. وأفاد «مختار» أن حماية الأوطان والحفاظ عليها والدفاع عنها، جزء من صلب عقيدتنا، منوهًا بأن كل ما يؤدي إلى قوة الدولة ودعم صمودها هو من عميق الأديان، فمن مات في سبيل ذلك فهو شهيد، بل عين الشهيد ، لأن الدفاع عن الأوطان في أعلى درجات السخاء بالنفس وفي أعلى درجات الإيثار، مشيرًا إلى أنه لغدوة أو روحة في سبيل الله تعالى خير من الدنيا وما فيها. وأضاف أن كل ما يؤدي إلى إسقاط الدولة أو إفشالها من عمالة وخيانة ومحاولة تشويه للرموز والإنجازات وبث للإحباط والإخفاق، إنما يتناقض مع كل القيم الإيمانية والوطنية والإنسانية. وحذر وزير الأوقاف، الإرهابيين من المراهنة على إضعاف المصريين، قائلًا «لا تراهنوا على أن يضعف هذا الشعب، فالأحداث لا تزيدنا إلا قوة وصلابة»، وحسبنا قول الله تعالى: «وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» الآية 104 من سورة النساء، ويقول تعالى: «وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ » الآية 139 من سورة آل عمران، وقال تعالى: «وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ» الآية 171 من سورة الصافات. وأوضح أن تلك الاعتداءات لن تزيدنا إلا قوة وعزيمة وإصرارًا ووعيًا بخطورة التربص والتحديات، مشيرصا إلى أن الشعب المصري لن يسمح بالاعتداء على أرضه أو عرضه أو كرامته أو ماله، فكل ذرة من هذا الوطن دونها دماء أبناءه جميعًا، ولن يُمكن أعداء هذا الوطن منه إلى يوم القيامة. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،أن حالات البطولة في الشعب المصري ليست فردية، بل إنها جماعية، منوهًا بأن البطولة والفداء في جينات الشعب المصري، الذي تضرب حضارته في أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام، لم تنقطع يومًا منه، مشيرًا إلى أن كل أبناء هذا الشعب من جيش وشرطة ومواطنين خير مثال للبطولة.