قال محمد عبد العزيز مدير عام القاهرة التاريخية إن البيمارستان منشأة رعاية اجتماعية، وتعنى مستشفى أو دار للمرضى وفقًا لأصلها اللغوى الفارسى،ومن أشهرها بيمارستان المؤيد شيخ المحمودى في منطقة باب الوزير،وأنشأها الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى، الذى يعد واحدًا من أهم وأقوى سلاطين الجراكسة فى مصر عام 821 : 823 هجري / 1418 : 1420 ميلادي. وتابع لصدي البلد:البيمارستان أثر رقم 257،وهو ثانى بيمارستان باق على مستوى القاهرة بعد بيمارستان قلاوون فى شارع المعز،وأشهر البيمارستانات الباقية على مستوى العالم،وهى منشأة صممت لغرض الإستشفاء ولها كوادرها المنظمة وتخصصاتها الطبية المتنوعة،منها باطنة وعلاج نفسى وعظام وكحالة وطب العيون وتركيب الأدوية وتخصصات أخرى. وكانت منوطة بتقديم خدمة طبية عامة وفقًا لحجة وقفها رقم 938 بأرشيف وزارة الأوقاف المؤرخة 12 رجب سنة 832 هجرية بإسم السلطان المؤيد شيخ المحمودى،وقد أقيم البيمارستان على ربوة عالية تسمى"الصوة"بالقلعة فى موقع المدرسة الأشرفية،التى أنشأها السلطان الأشرف شعبان بن حسين عام 768 هجري / 1367 ميلادي عصر مملوكى بحرى . وتابع:ثم ثم قام بهدمها الناصر فرج بن برقوق عام 814 هدري / 1411 ميلادي،وكان يستخدم مكان البيمارستان العالى فى الضرب على القلعة أثناء حصارها فى أوقات الفتن والإضطرابات،نظرا لبناء البيمارستان على ربوة مرتفعة تجاه الطبلخانة السلطانية بالقلعة،كما كان المتحصنون بالقلعة يقومون أيضا بضرب المدرسة الأشرفية،مما كان له اكبر الأثر فى هدمها،ثم قام السلطان المؤيد شيخ ببناء البيمارستان على بقاياها. وعندما إعتلى المؤيد شيخ عرش مصر عام 821 هجري/ 1418 ميلادي،ووفقا لوصف المقريزى فى الخطط فقد حولها لبيمارستان للمرضى وأنشأ به مصلى،وضع فيه منبرًا ورتب له خطيبًا وإمامًا ومؤذنين وخدما و أقيمت فيه صلاة الجمعة فى شهر ربيع الاخر سنة 825 هجري / مارس –إبريل 1423 ميلادي،ونزل فيه المرضى فى نصف شعبان وعملت مصارفه من جملة أوقاف جامع المؤيد شيخ بجوار باب زويلة . وعن الوصف المعماري للبيمارستان المؤيدى،قال أن واجهته الرئيسية الشمالية الشرقية تشى بالثراء الزخرفى،فعقود المدخل وأحجاره المزخرفة بنظام الأبلق والمشهر،وصنجات الرخام المعشقة والزخارف والكتابات المنزلة بالرخام والقاشانى الأزرق الفيروزى والأطارات الحجرية – الجفت - تضفى فخامة على واجهة مبنى ملكى فريد مخصص للرعاية الطبية. وأضاف:بوسط الواجهة سلم رئيسى ذو جناحين يفضى الى بسطة،تؤدى الى ممر يسرة الداخل منه بيت الصلاة الملحق بالمارستان،وكذلك يؤدى الممر الى ملاحق اخرى وهى أطلال الميضأة وبيوت الخلاء التى تم إظهارها مؤخرًا بمشروع الحفائر بالموقع،وبها ممر يؤدى إلى قاعة الرجال وهى مكونة من صحن أوسط، وتتعامد عليه أربع أيوانات واحدة من القاعات مكتملة التخطيط لمارستان قديم محتفظ بأغلب عناصره المعمارية .