الموقف البطولي الذى قام به إمام المسجد المجاور لكنيسة حلوان أظهر المعدن الأصيل للإمام المصري خريج الأزهر الشريف بفكره المتنور وحرصه الدائم على إظهار حبه للأقباط بعد ما استشعر الخطر. قام إمام وخطيب مسجد الدسوقي بحلوان الشيخ طه رفعت على روى ل"صدى البلد" تفاصيل إنقاذ الكنيسة وسر قيامه بمناشدة الأهالى بالإسراع لحماية كنيسة مارمينا أثناء حدوث الهجوم الإرهابي. وقال إمام وخطيب المسجد كنت جالسًا في انتظار إقامة صلاة الجمعة، حيث أتى أحد المواطنين وأخبرنى عن وجود إرهابيين، يطلقون النار على الكنيسة، وبعد التأكد من وجود إطلاق النار ودون تفكير أو تردد أسرعت إلى الميكروفون وقمت بحث أهالي المنطقة مسلمين ومسيحيين للتوجه إلى الكنيسة وحماية بيت الله من الهجوم الإرهابي الغاشم عليها. وأضاف: "الناس المرابطون داخل وخارج المسجد ذهبوا بسرعة لحماية كنيسة مارمينا والدفاع عنها والتصدي لهذا العمل الإرهابي" بهذه الكلمات ناشد الشيخ طه الأهالي الذين أسرعوا إلى الكنيسة ولحقوا بالإرهابي الذي كادوا أن يؤدوا بحياته حتى تمكن البعض من التدخل وتسليمه إلى قوات الداخلية التي كانت تتعقبه. وعن الفكر المسيطر على هؤلاء الإرهابيين الذين لم يفرقوا بين المسلم والمسيحي، وقتلوا كل من دافع عن الكنيسة، قال الشيخ طه: "هذا ليس فكراً يعتنقوه إنما هو عبث وتخاريف فهم مُغيبون ولا يمكن وأن ينسب ذلك إلى أي دين من الأديان السماوية، بل هذا الإرهابي ليس لديه دين، ووطن، وإنسانية، ولا كلامة، فهو مجرم لعين يؤدي بحياة الأبرياء وأناس بلا ذنب وبلا رحمة"، مشيرًا إلى أن المصريين تصدّوا بنسيجهم المُترابط والمُتلاحم لهذا الإرهابي، قبل أن يصل إلى هدفه هو إلقاء القنبلة داخل الكنيسة. ووجّه إمام مسجد الدسوقي رسالة إلى أهالي الضحايا قائلاً: "هذه مصيبتنا جميعاً، ونحن تألما كما تألمتم وجرحنا كما جُرحتم لأننا شعرنا بمرارة هذا الحادث قبلكم لأنكم إخواننا ولا فرق بين مسلم أو مسيحي فالكل هنا سواء في الحقوق والواجبات".