قال يورج شيمل مدير هيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر بالإنابة، "عندما تعلم فتاة فإنك تمكن أمة"، وإن مصر تأتي ضمن الدول المتقدمة في المساواة بين الجنسين في الالتحاق بالتعليم الأساسي وإذا كانت نسبة الفتيات أقل في إتمام تعليمهن نتيجة تسرب بعض الفتيات من المدارس وبالتالي فإن واحدة من كل ثلاث فتيات هن غير متعلمات ولذا تقل مهاراتهن في الالتحاق بسوق العمل. وأضاف المسئول الأممي -خلال مؤتمر "دمج الشابات والفتيات في النظام التعليمي" اليوم الأربعاء- أن نسبة المتسربات من التعلم تخفض مشاركة المرأة في سوق العمل الرسمي إلى 25% من القوة العاملة، وشدد على أهمية تمكين الفتاة من التعليم لدعم التنمية وتحقيق المساواة بين الجنسين، وأهمية أساليب التعليم التفاعلي التي تم تطبيقها في 140 مدرسة تخدم 4 آلاف طالب وطالبة والأنشطة اللاصفية مثل الأنشطة الرياضية والمعسكرات وتحديث أكثر من 200 مدرسة صديقة للفتيات. ويستهدف المؤتمر تقديم الإنجازات والمساهمات التي تم تنفيذها في المدارس الحكومية وكذلك المدارس المجتمعية لضمان وتعزيز أهمية تعليم الفتيات، ونظمته هيئة الأممالمتحدة للمرأة، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للسكان وشركة التنمية العربية للدعم الفني و الاستشارات بالتنظيم مع هيئة (كير) الدولية وبتمويل من سفارة اليابان في مصر. وقالت دكتورة هبة هجرس عضوة مجلس النواب والمجلس القومي للمرأة، إن مشروع (متعلمة.. متمكنة ..مستعدة) هدفه التعليم وبناء الفكرة والقاعدة التي تمكن الفتاة من إيجاد فرصة عمل مناسبة، وإن البرنامج يتركز على دعم مؤسسات التعليم الرسمية وتقليص الحواجز الخاصة بالبنية التحتية المتعلقة بتعليم الفتيات وتحليل الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم العام والفني لدمج الفتيات في سوق العمل ورفع الوعي المجتمعي للحد من القوالب النمطية لتعليم الفتيات. وأضافت أن المشروع حرص على رفع نسبة تسجيل الفتيات في التعليم وخفض نسبة تسرب الفتيات من التعليم ورفع وعي الآباء والأمهات بأهمية دور التعليم في حياة بناتهن. بدورها، قالت الدكتورة راندا حلاوة رئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب من التعليم بوزارة التربية والتعليم، إن في مصر 55 ألف مدرسة أخرى تحتاج إلى دعم الجهات المعنية لتعزيز دمج الفتيات في التعليم على ضوء نجاح المشروع في المدراس التي تم تطبيقه فيها. فيما استعرضت أميرة حسين، مديرة برنامج التعليم في هيئة (كير) الدولية، نماذج من المدارس الحكومية وتقييم الاحتياجات، والتدخلات والمنهجيات الناجحة لضمان زيادة مشاركة الفتيات في المدارس. وأشارت إلى زيادة نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي لا يجب ان يكون على حساب جودة التعليم واكتساب المهارات وتأهيل المدرسين ومحتوى المناهج التعليمية ومدى ملائمة المناهج لاحتياجات الطلاب والمجتمع وخلق بيئة تعليمة مناسبة للطلاب وتحسين نظم التقويم للطلاب. ولفتت إلى بعض المشكلات التى واجهت المشروع ومنها العنف في المدارس والزواج المبكر وعمالة الأطفال والتحرش. وقالت أن هيئة كير أدخلت أنشطة تسهم في زيادة قدرة الفتيات على القيادة من خلال العديد من البرامج والأنشطة ومنها اتحادات الطلبة والمعسكرات والأيام الرياضية لزيادة وعي الطلاب. وأن المدرس هو المفتاح الحقيقي للتغيير بين الطلبة من خلال تدريبهم على طرق تدريس مبتكرة وايجابية وتفاعلية. وحول تجارب المدارس المجتمعية في محافظات (أسوان- الأقصر- و البحرالأحمر) استعرضت دكتورة سهير المصري مديرة شركة التنمية العربية للدعم الفني والاستشارات، تجربة مدارس الحياة التي تدعم منهجية التعليم المجتمعي من خلال خلق بيئة اجتماعية داعمة للتعليم خاصة الفتيات ولاسيما في المناطق الريفية والنائية والعمل على تحريك الحس الفردي والمجتمعي لدعم العملية التعليمية وكذلك تمكين المرأة لتكون قادرة على دعم بنتها على مواصلة التعليم. وشهد المؤتمر عرض فيلم وثائقي عن تدخلات وإنجازات المشروع في تعليم الفتيات وعرض فيلم "مريم والشمس" الذي يعرض قصة كفاح فتاة في صعيد مصر فر قرية الزمالك التي تبعد عن أسوان مسافة ساعتين لاستكمال تعليمها في المدرسة المجتمعية والذي تم إطلاقه يوم 6 ديسمبر بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة و تخطت نسبة مشاهدته نصف مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى الآن. وأشارت مها راتب مسئولة الاتصال بمكتب هيئة الاممالمتحدة في مصر ان أشخاص الفيلم هو أشخاص حقيقيون، كما ان الفيلم حقق نجاحا كبيرا وفاز بجائزة في احد المهرجانات بولاية فلوريداالأمريكية.