سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحف السعودية: لن نتنازل عن القدس.. ترامب يقتل السلام ويقود العالم إلى المجهول.. الملك سلمان حذر من خطورة استفزاز المسلمين.. تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية مطالبة عقلانية ومنطقية
* "الجزيرة": العالم يغضب للقدس * "الرياض": ردود فعل غاضبة تواجه أمريكا * "عكاظ": اعتراف واشنطن يفتح تداعيات خطيرة ركزت الصحف الصادرة صباح اليوم، الخميس 7 ديسمبر، على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي، ودارت جميعها حول القدس بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بها عاصمة لإسرائيل، ليعطي من لا يملك ما لا يستحق مثلما فعل رئيس وزراء بريطانيا عام 1917 بأن وعد اليهود بوطن في فلسطين، ومازالت اليمن أيضا تحتل صدارة الاهتمام بالصحف السعودية، إذ مازالت الأزمة مشتعلة. ونستهل الجولة من صحيفة "الجزيرة" التي رصدت رد الفعل العالمي على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ حيث كتبت الصحيفة السعودية في تقرير صدرته على رئيسيتها جاء تحت عنوان "العالم يغضب للقدس" تقول إنه "في حين تجاهل جميع التحذيرات من تقويض فرص السلام في المنطقة، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب من البيت الأبيض أمس بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر وزارة الخارجية بالتحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس". وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض: "حان الوقت للاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل". وأضاف أنه أصدر الأمر إلى وزارة الخارجية ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مشيرًا إلى أن القرار يعكس «نهجًا جديدًا» للتعامل مع النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولفت إلى أن قرار نقل السفارة الأمريكية لا يعني وقف التزام بلاده بالتوصل إلى سلام دائم وأن الولاياتالمتحدة ستدعم حل الدولتين إذا اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون. وأشار إلى أن نائبه، مايك بنس، سيتوجه إلى الشرق الأوسط «خلال الأيام القليلة المقبلة» لتأكيد التزام الولاياتالمتحدة للعمل مع شركائها لهزيمة التطرف الذي يهدد آمال وأحلام مستقبل الأجيال. وأوضح ترامب: «وفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، مؤكدًا أن «لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها». وشدد على أنه يجب أن يحظى أتباع الديانات الثلاث بحرية العبادة في القدس، داعيًا جميع الأطراف إلى الحفاظ على الوضع الحالي في مدينة القدس، خاصة فيما يتعلق بالحرم الشريف. وتابع ترامب: "الإستراتيجيات التي اتبعناها حول الشرق الأوسط في الماضي كانت فاشلة"، مؤكدًا التزام الولاياتالمتحدة بالعمل على التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم واشنطن لحل الدولتين إذا اتفق الطرفان على ذلك، وأكد أن حدود السيادة الإسرائيلية في القدس تخضع لمحادثات الوضع النهائي. وقال إن الرؤساء الأمريكيين رفضوا لأكثر من 20 عامًا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتقدين أن تأجيل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعزز عملية السلام، وأضاف: "والآن بعد أكثر من 20 عامًا لسنا أقرب لأي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وناشد ترامب قادة المنطقة أن ينضموا لسعيه من أجل إحلال السلام في المنطقة، إذ لفت إلى أن الوقت قد حان للراغبين في السلام لطرد المتطرفين من بين صفوفهم. ودعا الرئيس الأمريكي إلى الهدوء والاعتدال؛ لكي تسود أصوات التسامح، مشددا على ضرورة العمل مع الشركاء في الشرق الأوسط لهزيمة الإرهاب، مشيرًا إلى أن نائبه مايك بينس سيصل إلى الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة. وجاءت افتتاحية صحيفة "الرياض" بعنوان "القدس.. القيمة الخالدة"، إذ قالت: "ردود الفعل الغاضبة التي قوبل بها التوجه الأمريكي إزاء القدسالمحتلة ونية واشنطن نقل سفارتها إليها لا يمكن بأي حال تجاهلها أو التقليل من أهميتها، خاصة أن الولاياتالمتحدة كانت ولا تزال الشريك الضامن في أي تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضافت أن "التوجه الخاطئ المتمثل في اعتراف الإدارة الأمريكيةبالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل من شأنه زيادة التوتر في المنطقة وينذر بمستقبل مجهول لا يمكن التكهن حتى بملامحه، فالقدس ليست مجرد مدينة بمفهوم الجغرافيا أو محطة عابرة من محطات التاريخ". وتابعت: "الموقف القوي للعاهل السعودي الذي أكد للرئيس ترامب أن أي إعلان أمريكي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة، لم يكن من باب تسجيل موقف بل كان حديثًا مسئولًا من موقع الملك سلمان". وأوضحت أن الملك سلمان أكد خطورة الخطوة التي من شأنها استفزاز مشاعر جميع المسلمين نظرًا لما تمثله القدس حاضنة قبلتهم الأولى من قيمة عظيمة، وهو ما يعني انتهاء أي عملية تسوية سلمية للقضية الأهم في الشرق الأوسط قبل أن تبدأ، إضافة إلى زيادة تعقيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومعها مشاعر الكراهية والاحتقان لدى شعوبها. وأشارت الصحيفة السعودية إلى أن القدس قيمة إسلامية خالدة ومكانتها الدينية ثابتة في وجدان المسلمين، ولا يمكن لأي عاقل تصور تحويلها إلى ورقة تفاوض أو التضحية بإسلاميتها وعروبتها في أي مباحثات، ومهما كانت الضمانات حول التعايش بين أتباع الأديان على أرضها المباركة فلن تكون أكثر صدقية مما عاشه اليهود أنفسهم والمسيحيون من تسامح المسلمين الذين حكموها قرونًا طويلة ومنحوا أبناءها وسكانها الأمن والسلام. وخلصت إلى أن "الموقف الحازم للمملكة والهبّة الإسلامية والدولية المنددة بأي إجراء يمس القدس يعطيان دلالة أكيدة على أهمية هذا الملف، ويتوافقان مع القرارات الدولية المتعلقة بالقدس وفي مقدمتها القراران 242 و338 اللذان ينصان على عروبة القدس واعتبارها محتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، ويمنحان صانع القرار الأمريكي فرصة للإجابة عن تساؤلات جوهرية في هذا الشأن هي: لمصلحة من كل ما يحدث؟ ولماذا في هذا التوقيت؟". وعن نفس الموضوع جاءت افتتاحية صحيفة "عكاظ" بعنوان "لن نتنازل عن القدس"، إذ قالت: "في خطوة أجّجت الغضب الإسلامي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس أن الولاياتالمتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وستنقل سفارتها إلى هناك، مخالفة بذلك ما جرت عليه السياسة الأمريكية، فيما يعد هذا القرار خطيرًا على مستقبل المنطقة ومنظومة السلام العالمي، وهو ما دعا الفلسطينيين إلى «أيام غضب» للتعبير عن احتجاجاتهم، في تجمع شعبي شامل والاعتصام أمام السفارات والقنصليات الإسرائيلية". وأضافت أن اعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال يفتح تداعيات خطيرة، وتعقيدات تمس مفاوضات الحل النهائي، في قضية المسلمين الأولى. ويبدو أن ترامب يقامر بعملية السلام في معركة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بهذا الشأن. وتابعت: "حذر كل حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط من تداعيات خطيرة لهذا القرار، خصوصًا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لاسيما أن السعودية كانت ولاتزال وستظل داعمة لقضية القدس باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة". وختمت بأن قرار ترامب، استفز أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، تجاه القدس الذي يعتبرونه إرثا إسلاميا كبيرا وحقا للدولة الفلسطينية، وهو ما ينذر بحرب في الشرق الأوسط لا يُعرف مصيرها، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنه لا دولة فلسطينية دون القدسالشرقية عاصمة لها، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وإلى ملف لا يقل سخونة عن ملف القدس، حيث الجنوب، وتحديدا في اليمن، تطالعنا صحيفة "اليوم" في كلمة لها بعنوان "الحوثيون جماعة إرهابية"، وقالت: "إنه منذ مني اليمن بتسلط الميليشيات الحوثية على مقدراته وهي تعيث فسادا وخرابا وتدميرا وقتلا في بلاد مازالت تغلي تحت أرجلها وأرجل المصفقين لممارساتها الآثمة في طهران، وإزاء ذلك فإن مطالبة الجامعة العربية بتصنيف تلك الميليشيات الإجرامية جماعة إرهابية هي مطالبة عقلانية ومنطقية وتتوافق مع سائر أعمالها الشريرة التي مازال اليمن يئن تحت وطأتها وآثارها الوخيمة". وأضافت أنه قد وصلت تلك الأعمال إلى ذروتها بإقدام الحوثيين بمساعدة النظام الإيراني وتوصياته على تصفية الرئيس اليمني السابق لتدخل اليمن بعد هذه الجريمة الشنعاء في مواجهات شرسة بين أحرار اليمن وتلك الزمرة الفاسدة المجردة من كل النوازع الإنسانية والتي لا يهمها إلا سفك الدماء وإهدار الحريات والتلاعب بإرادة الشعب اليمني المتصاعدة للثأر منها ومن المؤيدين لها، وقد بدأت تلك الإرادة تظهر بوضوح في أعقاب مقتل الرئيس اليمني السابق. وتابعت: "تبين بما لا يقبل الشك ضلوع النظام الإيراني في ممارسة مختلف الجرائم الإرهابية ضد اليمنيين بما فيها الوصول إلى جريمة اغتيال الرئيس السابق والتنكيل بجثته، فمهمة النظام كانت واضحة بالقضاء على المؤتمر الشعبي العام والحرس الجمهوري والقوات الخاصة وصولا إلى تصفية صالح، وهذا ما حدثت تفاصيله على الأرض بعد أن تحول النظام الإيراني إلى صاحب قرار في كل مهمة وإجراء". واستطردت: "في ظل تلك المجريات فقد توعد نجل الرئيس المغدور بالثأر لوالده وملاحقة فلول الميليشيات الحوثية إلى أن يتم طردهم من اليمن يشاركه في هذا التوعد أبناء اليمن الأحرار التواقون لاستكمال معركتهم الوطنية ضد الحوثيين لتخليص البلاد والعباد من شرورهم وجرائمهم وإرهابهم والانتصار لإرادة شعب ذاق الأمرين من تجاوزات تلك الزمرة واستهانتها بحرية وكرامة اليمنيين ومحاولتها الإساءة لسيادة اليمن وعزله عن أمته العربية والإسلامية". واختتمت بأن علامات الثأر آخذة في البروز ليس من نجل الرئيس السابق فحسب، بل من جميع فئات الشعب اليمني وقد ذاقت الكثير من صنوف الإهانات والغدر والخيانة من قبل تلك الفئة الباغية المؤتمرة بالأجندة الإيرانية التي ساعدتها على بسط نفوذها على أرض غير صالحة لنشر بذور الإرهاب في أرجائها، وتلك علامات ستظل تلوح أمام أولئك الطغاة إلى أن يتم الانتصار للحق والانتصار لكرامة اليمنيين وحريتهم وانتزاع سيادة أرضهم من فئة باعت ضمائرها لشياطينها المتمثلين في حكام طهران، فالأرض اليمنية ستبقى عربية خالصة رغم أنوف أولئك الحاقدين والمتلاعبين بمصير الشعب اليمني وحقه في الحياة المستقرة الكريمة.