قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، إنه المولى تبارك وتعالى قد جعلنا خلفاء في الأرض من أجل الاستمتاع بهذا الجمال وتنميته والمحافظة عليه. واستشهد «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما ورد في قوله تعالى: « وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ»، وقوله: «وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ »، وكذلك قوله عز وجل: «وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}...{ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ» [النمل: آية 60- 62]. وأوضح أنه في الآيات المذكروة هناك ارتباط بين الجمال وبين الخلافة في الأرض، مشيرًا إلى أن ووضوح هذا المفهوم في التصور الإسلامي من شأنه أن يجعل المسلم مُبْدِعًا في كل صناعة أو عمل. ودلل بما قال تعالى: « خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ » [النحل: الآيات: 3-8]. ونبه إلى أن الآيات بدأت بالحديث عن الحق الذي قام عليه خلق السموات والأرض، ثم تحدثت عن خلق الإنسان من نطفة، ثم تبادلت الآيات الحديث عن الضروريات والتحسينيات، أي المنافع المباشرة والجمال والزينة، مستشهدًا بما وقال تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ » [سورة فاطر: آية 27-28] . واستند إلى ما قال تعالى: «وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا»، منوهًا بأن الماء عذب سائغ شرابه، والملح أجاج، واللحم طري، مما يعني أن المولى سبحانه وتعالى لم يهب لنا مقومات الحياة فقط بل جعل فيها اللذة والجمال.