من أرض الفيروز،افتتح الرئيس "عبد الفتاح السيسي " منتدي شباب العالم ،بمشاركة 2300 مدعو يمثلون 113 دولة .ومن المفترض أن تستمر فعاليات المنتدي حتى 10 نوفمبر الجاري، كما أنه سيشهد 46 جلسة يتحدث بها 222 متحدثًا يمثلون 64 دولة من جميع أنحاء العالم. ويهدف المؤتمر إلي مد جذور الحوار، والتواصل مع الشباب من مختلف الجنسيات. وهي بمثابة رسالة سلام منبعثة من مصر إلي جميع أنحاء العالم. وكانت إحدي الدعائم التى ارتكزت عليها المؤتمر اليوم، هي الإنسانية وتجنب أشكال التطرف . فالقاعة كانت حافلة اليوم بشتى الجنسيات ،ومختلف الألوان من جميع أنحاء العالم، دون النظر إلي عرق أو جنس أو الدين. جميعهم سواسية وكلهم إنسان حيث كانت للموسيقي والغناء دور كبير في توجيه رسالة إلي العالم أجمع، تنم علي السلام ونبذ العنف.حيث غنى مجموعة من الشباب أغنية بعنوان "بحلم بمكان "وكانت الأغنية تحمل في ثناياها معان كثيرة،منها بحلم بمكان خالي من الإرهاب ،مكان خالي من الصراعات والحروب. حيث ضم المنتدي أيضًا فيلما تسجيليا بعنوان "مراسلات" ،حيث ناقش الفيلم قضايا اللاجئين، ومعاناتهم خارج أوطانهم، وعن حجم المرار الذي يشعر عندما يرسل له جواب ولا يصل له لأنه بلا عنوان، فيخلق لنفسه عنوانا مفتعلا من خلال رقم التليفون في حال من يرغب الإستدلاء عليه .فالصورة تعادل الف كلمة، ولذلك استطاع الفيلم في دقائق معدودة أن يعرض مأساة تلك الشعوب التى أصبحت بلا وطن. وقد عرض المنتدي أمثلة ناجحة استطاعت أن تخرج من رحم الحروب إلي النور ،حيث قاومت حتى تمكنت من أن تسلك طريق النجاح،ومن أبرز هذه الأمثلة: الناشط اليمنى "سهيل اليمنى " حيث استعرض خلال المؤتمر ما تعانيه اليمن من ويلات الحروب، وقد اوضح أن 70 مدرسة قد اغلقوا بسبب التدمير الذي لحق بها جراء الصراعات .و أشاد بدور المرأة وضرورة تعليم الفتاة ،لأن الأم المتعلمة لن تقبل أن يكون فلذة كبدها إرهابيا أو مسؤولا فاسدا. فبرغم من أن الحروب سدت كل الطرق التى تؤدي إلى التعليم،إلي أن عقله مازاله متنورا، ويؤمن بدور التعليم في حياة الشعوب لاسيما المرأة لأنه يعي جيدا أنها من تربي وتعلم ،وأنها وحدها القادرة علي تشكيل الأجيال القادمة. الفتاة الايزيدية "لمياء حجي بشار" الناشطة بحقوق الإنسان ،حيث هاجم تنظيم داعش قريتها "بالعراق " وفرقوا بينها وبين أهلها ،وباتت أسيرة تباع لأعضاء التنظيم بسوق النخاسة، مما أدي إلي تأثر الحضور ،الأمر الذي دفعهم للوقوف والتصفيق لها بحرارة. فكانت خير مثال للفتاة العربية الصامدة، التى تحملت الكثير من المصاعب ،فهذه الآلام التى شعرت بها كفيلة أن تسوقها إلي الموت، ولكنها رفضت ونهضت من جديد، فالبعزيمة استطاعت أن تحطم القيود، وبالإرادة تخطت الحواجز ،حتى غدت اليوم محط احترام العالم كله. إن الشباب هم العمود الفقري لدولهم، فهم قادة المستقبل وبهم تحيا الأمم،فنجاح الشعوب يعتمد علي مدي الوعي الذي يتكون لدي الشباب ،فالازدهار يأتى من خلال الكوادر اليافعة، والتقدم يحدث عندما يخلق جيل يمسك بزمام الأمور ويتشكل لديه خطط مستقبلية لتطلع إلي مستقبل أفضل. دامت مصرنا الغالية "أرض الكنانة " مهد الحضارات، ومهبط الأديان، وملتقي الثقافات، واستمرت شعاع الأمل المبعث ليس فقط إلي الدول العربية ،بل إلي العالم كله .وظلت دائما الدولة الحاضنة لكل ما هو يفيد البشرية من أفكار بناءة ومنها مناهضة الإرهاب ونبذ العنف ، وجعل لها دور القيادة في تجميع الشمل ونشر السلام لما لها من مكانة متميزة بين الدول.