صدر مؤخرًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، بالأردن، المجموعة القصصية، «ليت للبحر لسانا يحكي»، للكاتبة الأردنية حنان بيروتي، هي المجموعة التاسعة في السجل القصصي الإبداعي والكتاب الثاني عشر للمؤلفة. وتقع المجموعة في 192 صفحة من القطع المتوسط، واشتملت على 18 قصة نُسجت بسرد محكم مشوق ولغة جميلة وتحمل كلّ قصة موضوعا من الواقع المعيش. «حنان بيروتي» ليست كاتبة قصة تقليدية، فهي ممن يمتلكون عوالم شفيفة ومتعالية في آن، تجعل القارىء يتوقف أمام سردها الخالص الغارق في نبض الشعر دون أن يكونه، سردها الذي يبحر في التجريب دون أن يغادر جذوره التي اجتهدت حنان طويلا لتأثيثها منذ بداياتها، فصنعت عوالم وملامح خاصة بها. وتتناول المجموعة بأسلوب فني رقيق قضية من الواقع الإنساني المأزوم للفرد المعاصر مثل الهجرة غير المشروعة وما تتسبب به من مآسٍ كما في القصة التي اختارت الكاتبة عنوانها ليكون عنوانا للمجموعة «ليت للبحر لسانا يحكي» مرورا بالنتائج الاجتماعية والإنسانية الوخيمة للزواج العرفي على الآباء والأبناء كما في قصة «جرح مفتوح»، وقضية العنف الأسري في قصة «أرقام» مرورا بالمآسي المترتبة على حوادث السير والتي تناولتها بأسلوب مؤثر على لسان أم ثُكلت بابنها في حادث دهس تسبب به استهتارُ سائق حافلة في «رسائل».