استعرض الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم في مقاله نقطة فوق حرف ساخن" وتحت عنوان " رابعة أيقونة الدماء 3-4 " تفاصيل اعتصام رابعة من الداخل والتي أثرت فيما بعد علي حركة التنظيم وعلي الحالة المصرية، وأكد خلال المقال أن هناك حالة تكفيرية انتقامية سيطرت علي أرجاء الاعتصام كانت هدفًا للجماعة التي أرادت أن تضمن أن ينتقل ميراثها الدموي إلي أجيال جديدة، وأن جماعة الإخوان هي أصل وأساس الإرهاب، كما أن الجماعة لم تنفصل يومًا عن التنظيمات الإرهابية بتصنيفاتها المختلفة، ولم تكن أبدًا جزءًا من الدولة بل كيانا غير شرعي أسس جناحًا عسكريًا لمواجهة الدولة، بالإضافة إلى أن جماعة الإخوان هي آلة القتل التي لا تتوقف أبدًا عن إنتاج أدواته قولًا وفعلًا وتحريضًا وإلى نص المقال .. في الحلقة الثالثة نستعرض جانبًا من تفاصيل الاعتصام من الداخل والتي أثرت فيما بعد علي حركة التنظيم وعلي الحالة المصرية، وعلي وتيرة الإرهاب الذي جري علي أرض البلاد. لقد شاركت عناصر جماعة الإخوان من كل المحافظات في الاعتصام تنفيذًا للتكليف التنظيمي الصادر، وجاءت المشاركة دليلًا دامغًا علي محدودية أعداد التنظيم مقارنة بالجماهير الهادرة التي نزلت يوم 30 يونيو، كما شارك بالاعتصام عناصر الجماعة الإسلامية، وتنظيم الجهاد، وكوادر السلفية الجهادية، وبعض السلفيين، ونفر غير قليل من التكفيريين، وهو دليل آخر علي صحة المقولة التاريخية أن جميع التنظيمات خرجت من عباءة الإخوان وعلي أرض الاعتصام عادوا إلي نفس العباءة، استجابة تلك التنظيمات لنداء الإخوان دليل جديد علي الرابط الفكري والمنهجي والحركي الذي فرض وحدة العمل والمصير المشترك، فوجود الإخوان هو الضامن الوحيد لاستمرار كافة جماعات الإرهاب والتكفير والخروج علي الدولة باسم الدين. الحالة التكفيرية والانتقامية التي سيطرت علي أرجاء الاعتصام كانت هدفًا للجماعة التي أرادت أن تضمن أن ينتقل ميراثها الدموي إلي أجيال جديدة، ولقد نجحت نسبيًا في تحقيق هذا الهدف فغالبية المشاركين تورطوا فيما بعد فض الاعتصام في عمليات إرهابية، وداخل الاعتصام نشأ بالكامل تنظيم أنصار بيت المقدس الذي تواجد كل أعضائه والتقوا فكريًا لتتم عملية الاتفاق الجنائي فيما بينهم، وبعد الفض نفذوا ما تم الاتفاق عليه فارتكبوا محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، واغتيال الشهيد محمد مبروك. في قلب الاعتصام كان القيادي همام عطية يمارس نشاطه في تجنيد العناصرالتكفيرية، وقد نجح بالفعل في استقطاب ما يقارب الخمسين شخصًا استخدمهم بعد عملية الفض في تأسيس تنظيمه الإرهابي المسمي »أجناد مصر» الذي احترف زرع العبوات فقتلت العميد الشهيد طارق المرجاوي، وحصدت أرواح الشهداء من ضباط الشرطة في ميدان لبنان ومحيط قصر الاتحادية، وهو التنظيم الذي نجحت أجهزة الأمن المصرية في تفكيكه وأثبتت التحقيقات أن جميع أعضائه شاركوا بالاعتصام بعدماتمكنت منهم عمليات الشحن المعنوي واستقوا جرعات التكفير المركزة خلال اللقاءات اليومية عقب صلاة العشاء. خريطة الإرهاب الدائر في مصر وضعت بأكملها علي أرض الاعتصام حيث عقدت الصفقات الإجرامية للانتقام من الوطن بأكمله، وبرغم مشاركة الأطياف المختلفة من جماعات التكفير والإرهاب في الاعتصام، إلا أن قيادات الإخوان لم تترك للصدفة فرصة فاستغلت تجمع العناصر في منطقة محدودة لتبدأ عملية إعادة تأهيل جناحها العسكري، فتلقي القيادي الإخواني علاء علي السماحي تكليفات قيادات الاعتصام من أعضاء مكتب الإرشاد بتشكيل مجموعات التنفيذ التي عرفت فيما بعد بحركة »حسم» المتورطة في دماء المصريين وتحديدًا ضباط الشرطة، والتي مازال السماحي يديرها بعد تمكنه من الهروب إلي تركيا. لم يغب عن الاعتصام قيادي التنظيم الإخواني يحيي موسي الذي تمكن خلال فترة تواجده بميدان رابعة العدوية من تأسيس مجموعته الإرهابية التي عرفت باسم »جبهة لواء الثورة» التي نفذت عملية اغتيال الشهيد النائب العام هشام بركات، كما نفذت اغتيال الشهيد العميد عادل رجائي، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز، فضلًا عن حرق أبراج الكهرباء بالمحافظات المختلفة، بعدها هرب إلي تركيا حيث يدير المذكور إرهابه من اسطنبول. لقد تحول الاعتصام إلي ملتقي للإرهاب والإرهابيين وتلاقت الإرادات والنوايا لمحاربة الدولة المصرية، وبعد الفض انطلقت المجموعات المختلفة تؤدي أدوارها المتفق عليها، ولم تتوان عناصر الجماعة الإسلامية عن تنفيذ عمليات الحرق والتدمير للكنائس ودور العبادة والمتاحف بالمنيا، بعدها التقت عناصرها الهاربة إلي قطر علي نفس الموائد مع فلول الإخوان الهاربة، ولم تتراجع الجماعة الإسلامية عن إرهابها فاختارت الإرهابي الهارب طارق الزمر رئيسًا لذراعها السياسي المتمثل في حزب البناء والتنمية. لم يعد هناك أدني شك أن خريطة الإرهاب التي ضربت البلاد -وماتزال- قد رسمت بالكامل في ميدان رابعة، لقد أفرز الاعتصام حقائق دامغة تمثلت فيما يلي: أن جماعة الإخوان هي أصل وأساس الإرهاب. أن الجماعة تستخدم الإرهاب وسيلة وغاية. أن الجماعة لم تنفصل يومًا عن التنظيمات الإرهابية بتصنيفاتها المختلفة. أن الجماعة لم تكن أبدًا جزءًا من الدولة بل كيان غير شرعي أسس جناحًا عسكريًا لمواجهة الدولة. جماعة الإخوان هي آلة القتل التي لا تتوقف أبدًا عن إنتاج أدواته قولًا وفعلًا وتحريضًا. أن كل موجات الإرهاب التي عانت منها البلاد قبل 2011 كانت تتم لصالح الإخوان وبهدف إضعاف الدولة في مواجهة هذا التنظيم وتمكينه من الاستيلاء علي الدولة. جماعة الإخوان تستبيح الأنفس والحرمات لتحقيق غاية السلطة. الجماعة هي أساس المنهج التكفيري والعقائدي لفكرة الإرهاب. التفاصيل التي تم عرضها بمعلوماتها الدقيقة لم تجعل مجالا للشك أن جماعة الإخوان كانت تدرك ما تريد من الاعتصام، ولقد نجحت بالفعل في خلق حالة اقتتال انشطارية بتكوين تنظيمات مسلحة جديدة قائمة علي أساس تكفيري واحد لتتولد من رحمها تنظيمات أخري بمسميات جديدة لضمان استمرار عملية العنف أطول فترة ممكنة دون مبالاة بحجم الدماء المدفوعة. الحلقة الرابعة والأخيرة من هذه السلسلة والتي سنحاول خلالها إثبات المسئولية القانونية والإنسانية للتنظيم الإخواني عن كل قطرة دم أريقت علي أرض الوطن.