قال الرقيب محمد المصري والملقب ب "صائد الدبابات" في حرب أكتوبر المجيدة إنه التحق بالجيش المصري لتأدية الخدمة العسكرية عام 1969 بسلاح الصاعقة حتى منتصف 1971 ونقل إلى سلاح المظلات والتحق بتشكيل كتائب الفهد المضادة للدبابات، مشيرًا إلى أن عمله الأساسي فى سلاح المظلات كان لصد هجوم العدو من الدبابات والعمل خلف خطوط العدو مع تطوير الهجوم من خلال الرد على العدو والفرار منه حيث كان موقع عمله فى القطاع الأوسط بتبة الشجرة التابع لمنطقة الفردان بوادي النخيل فى سيناء. وأكد محمد المصرى صائد الدبابات أنه استطاع من خلال مشاركته فى حرب أكتوبر المجيدة ان يصطاد 27 دبابة للعدو الإسرائيلى بينهم دبابة عساف ياجورى قائد اللواء 190 الإسرائيلى يوم 8 أكتوبر، وسمى هذا اليوم فى إسرائيل ب"اليوم الأسود واليوم الحزين". وأضاف المصري أن يوم 8 أكتوبر على الرغم من تحقيق عمله البطولى فيه إلا أنه كان حزينًا جدًا بسبب استشهاد المقدم "صلاح حواش" قائد الكتيبة "41 فهد" الذي ينتمي لها المصري. ويحكي "المصري" صائد دبابات العدو ل"صدى البلد" تفاصيل استشهاد المقدم صلاح حواش "قائد الكتيبة41 فهدو" يقول إنه وقائده وماهر حافظ صليب وإبراهيم صبري وهما مجندان معه فى نفس السلاح كانا يشربان من غطاء زمزمية المياه الخاصة بالقائد بعد تدمير الدبابة المتجهة اليهم وقتها، وقال له المقدم صلاح "مسطرة يا مصري" بمعنى اتخذ خط مستقيم أثناء مرو الصاروخ من قاعدة الإطلاق حتى وصوله للدبابة كأنه خط مسطرة لا اعوجاج به. ويرى المصري أن قصة بطولته مع قائده المقدم صلاح حواش فى حرب اكتوبر بددت الخوف الى شجاعة حيث إنه رأى مشهدًا قام به قائده عندما وجده فى وضع السجود لله الدموع تنزرف من عيناه، وقال له إن يقبل تراب سيناء ويشكر ربه. وقال المصري إنه استمر فى سيناء 18 يومًا على "حصة تعين القتال" ويروي المصري باقي تفاصيل بطولته فى حرب أكتوبر ويقول إنه فوجئ بشخصين مجهولين ملامحهما مصرية قادمين إليه وهو فى منطقة التمركز فى وادى الفردان وسألاه عن اسمه ولما عرفا أننى محمد المصري اصطحباني معهما وركبت سيارة جيب وفوجئت بأننى فى مركز القيادة الخاص بالفرقة الثانية مشاة وأنني أمام العميد حسن أبو سعدة وأمر بجلوسي بجواره. ثم قال لى إن هذا الشخص يريد رؤيتى وفوجئت بالأسير العقيد "عساف ياجوري" الإسرائيلى قائد اللواء المدرع 190 وعرفت من العميد أبو سعدة أن عساف ياجورى طلب منه طلبين الأول ان يشرب كوب ماء والثاني أن يرى الجندي الذى دمر دبابته. ويقول "المصري" أن ياجوري أول ما شاهده أعطاه التحية العسكرية "وهذه عظمة للجيش المصرى" مابعدها عظمة أن يؤدي عقيد بالجيش الاسرائيلى التحية لرقيب مجند بالجيش المصري. ويقول المصرى إن عساف ياجورى طلب مني أن يقبل أصابع يده التى أطلقت الصاروخ الذى دمر دبابته فرفضت حيث تملكني الخوف من أن يقوم بقرض أصابعى للانتقام مني، مشيرًا إلى أنه عندما علم بأن الذي قابله هو عساف ياجوري شعر بأن هذا أقل واجب عزاء يقدمه للشهيد صلاح حواش قائده ولشهدائنا الأبرار. ويرى البطل المصري أن كل الذي شارك بعمل بطولي فى حرب اكتوبر المجيد يتميزون برفعة وسمو فى الأخلاق مشيرًا الى ان العمل والواجب الوطنى من الدرجة الاولى هو العمل لصالح بلدى مصر دون انتظار مقابل.
