قال قائد عسكري عراقي لرويترز إن المعركة لاستعادة السيطرة الكاملة على مدينة الموصل من تنظيم داعش ستنتهي خلال أيام وإن محاولة المقاومة من المتشددين فشلت. وقال الفريق عبد الغني الأسدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب في الموصل "لم يبق إلا الشيء القليل من المدينة وتحديدا المدينة القديمة". وأضاف قائلا "من حيث التقييم العسكري داعش انتهى. فقد روح القتال وفقد توازنه ونحن نوجه لهم نداءات أن يستسلموا أو يلاقوا الموت". ويقول الجيش العراقي إن المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية في الموصل، التي كانت معقل التنظيم في العراق، أقل من كيلومترين مربعين. وذكر الأسدي أن محاولة متشددي التنظيم في وقت متأخر أمس الأحد العودة إلى الأحياء خارج المدينة القديمة فشلت مضيفا أن استعادة المدينة ستكون "خلال أيام قليلة". ويقود جهاز مكافحة الإرهاب المعركة في الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان في المدينة القديمة التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة. ويقدم التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غطاء جويا وبريا للحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر. ودمر المتشددون الأسبوع الماضي جامع النوري التاريخي ومئذنته الحدباء. ومن هذا المسجد الشهير أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام دولة الخلافة على أراض في العراقوسوريا قبل ثلاثة أعوام. ولا تزال أرض المسجد تحت سيطرة المتشددين. وقال الجيش اليوم الاثنين إن القوات العراقية سيطرت على حي الفاروق في الشطر الشمالي الغربي في المدينة القديمة المقابل للمسجد. انتزعت القوات العراقية السيطرة على الشطر الشرقي من الموصل في يناير كانون الثاني بعد مئة يوم من القتال وبدأت مهاجمة الشطر الغربي في فبراير شباط. ويقدر الجيش العراقي أن نحو 350 متشددا محاصرون في المدينة القديمة حيث يندسون وسط المدنيين في منازل متداعية. ويعتمد المتشددون بشكل مكثف على الشراك الخداعية والانتحاريين ونيران القناصة لإبطاء تقدم القوات العراقية. وقال الأسدي إن القوات العراقية التقت عند شارع الفاروق وهو شارع رئيسي يقطع المدينة القديمة وستبدأ التوغل شرقا صوب النهر مضيفا أن هذه هي المرحلة الأخيرة. ووفقا للنازحين فلا يزال أكثر من 50 ألف مدني أي نحو نصف سكان المدينة القديمة محاصرين خلف خطوط الدولة الإسلامية في ظل نقص الغذاء والمياه والأدوية. وتقول منظمات إغاثة إن تنظيم الدولة الإسلامية منع كثيرين من المغادرة ويستخدمهم كدروع بشرية. وقتل مئات المدنيين وهم يهربون من المدينة القديمة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. ونفذ التنظيم هجمات انتحارية متفرقة في مناطق من الموصل بالاستعانة بخلايا نائمة. وشن موجة من هذه الهجمات في وقت متأخر مساء أمس في مسعى للسيطرة على منطقة غربي المدينة القديمة وحي التنك وحي اليرموك المجاور. ونشرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دخانا أسود وتقارير عن أن هذا الدخان يتصاعد من منازل وسيارات أضرم المتشددون النيران فيها. وقال شهود إن السكان هربوا من الحيين. وذكر الأسدي أن محاولة السيطرة على الحيين فشلت وأن المتشددين الآن محاصرون في جيب أو اثنين في حي التنف. وقال مراسل لرويترز إنه جرى فرض حظر على غرب الموصل. وسيمثل سقوط الموصل نهاية الشطر العراقي من دولة الخلافة لكن الدولة الإسلامية لا تزال تسيطر على مناطق كبيرة في العراقوسوريا. وترك البغدادي القتال في الموصل لقادة محليين ويعتقد أنه يختبئ في المنطقة الحدودية بين العراقوسوريا. ولم يرد تأكيد لتقارير روسية خلال الأيام القليلة الماضية بأنه قُتل. وفي سوريا اقتربت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يقوده الأكراد وتدعمه الولاياتالمتحدة من فرض حصار كامل على الرقة معقل التنظيم.