قال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بالدبابات قتلت ما لا يقل عن عشرة أشخاص عندما اقتحمت مدينة حماة الأربعاء لإنهاء إضراب عام منذ ثلاثة أيام دعما للاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر والتي تسببت في إغلاق أغلب الأعمال. لكن القوات واجهت مقاومة من منشقين عن الجيش دمروا عربتين مدرعتين وفقا لما ذكره النشطاء. وقال النشطاء ان المنشقين عن الجيش هاجموا قافلة عربات جيب عسكرية خارج حماة فقتلوا ثمانية جنود بينما قتل 30 شخصا آخرين على الاقل في أنحاء سوريا يوم الاربعاء. وفي أول توغل مدعوم بالمدرعات في حماة منذ هجوم بالدبابات في اغسطس أنهى احتجاجات حاشدة في وسط المدينة دخلت قوات الجيش أحياء الى الشمال والشرق من نهر العاصي الذي يقطع المدينة التي تبعد 240 كيلومترا شمالي دمشق وفتحت نيران مدافعها الرشاشة ونهبت وأحرقت المتاجر المغلقة التي شاركت في "اضراب الكرامة" المفتوح الذي دعت اليه المعارضة. وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من 5000 شخص قتلوا في حملة الأسد ضد الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في مدينة درعا الجنوبية في مارس. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحفيين في نيويورك "لا يمكن أن يستمر هذا. باسم الانسانية حان الوقت لكي يتحرك المجتمع الدولي." وبدأت الاحتجاجات بدعوات سلمية للاصلاح لكنها تطورت الى مطالب بالاطاحة بالأسد. وتتزايد المخاوف من نشوب حرب أهلية مع ظهور تمرد مسلح مُتنام. وتقول الحكومة السورية ان أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الامن قتلوا. وذكرت وسائل اعلام رسمية يوم الاربعاء أنه جرى تنظيم جنازات عسكرية لسبعة من جنود الجيش والشرطة قتلوا على يد "جماعات إرهابية مسلحة". وحثت الولاياتالمتحدة وفرنسا اللتان تحمّلان قوات الأسد مسؤولية العنف مجلس الامن الدولي على التحرك ردا على تزايد أعداد القتلى. غير أن سوريا ما زال لها حليفان دوليان هما روسيا والصين اللتان عرقلتا جهودا غربية لصدور إدانة من المجلس لدمشق وبعثت حليفتها الاقليمية ايران إشارات تأييد. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية ان وزير التنمية العمرانية والطرق الايراني الذي يزور سوريا حاليا علي نيكزاد قال ان بلاده ستقف الى جوار سوريا وتدعم "اقتصادها ومواقفها في مواجهة المؤامرة الكبيرة التي تستهدف مواقفها وقوى الصمود والمقاومة في المنطقة". واضافت ان الزيارة تأتي بعدما اقر البرلمان الايراني أمس الثلاثاء اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين. ويمكن أن يكون الدعم الاقتصادي الايراني حيويا لسوريا التي تواجه عقوبات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا والجامعة العربية. وتضرر الاقتصاد السوري بالفعل بانهيار القطاع السياحي وايرادات النفط وتراجع التجارة وضعف العملة وتوقف الاستثمارات الاجنبية. ومدينة حمص التي تبعد نحو 150 كيلومترا الى الشمال من دمشق هي المركز الرئيسي للمعارضة للأسد.