قال مصطفى حسني، الداعية الإسلامي، إن القرآن الكريم ذكر أربع طرق يمكن للشخص الذي يتعرض للإيذاء، ولا يستطيع أو لا يريد استرداد حقه، التعايش بها مع هذا النقص في حياته، حتى لا يموت بحسرته. وأوضح «حسني» خلال تقديمه لبرنامج «فكر»، أن التحدي الأكبر يتمثل في عجز الإنسان عن أخذ الحق أو توقيف الأذى، أو رغبة واعية مع وجود القدرة على أخذ الحق، مع رغبة داخلية بعدم الدخول في صراع، حفاظًا على مصلحة أكبر من هذا الحق. وأضاف أن هنا يذكر القرآن أربع طرق للشخص الذي يتعرض للإيذاء، ولا يستطيع أو لا يريد استرداد حقه، يمكنه بها التعايش مع هذا النقص في حياته، فلا يموت بحسرته، وهي: «الصبر الجميل، الصفح الجميل، الهجر الجميل، والسراح الجميل». ونبه إلى أن الصبر الجميل هو الذي لا غضب فيه ولا شكوى، كما ورد في قوله تعالى: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ» الآية 18 من سورة يوسف، ويحتاجه الإنسان في رحلة إصلاح شريك الحياة أو صديق أو مدير، أو خلق معين في أهله. وتابع: أما الصفح الجميل فهو المسامحة لمن يؤذيه دون عتاب وتذكير دائم بالإساءة الماضية، وورد بقوله تعالى: «وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» الآية 85 من سورة الحجر، وتدوم معه العلاقات، وهو خُلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كانت تهجره زوجاته الليل حتى الصباح، فيصفح، ويحتاجها الشخص مع المقربين، لأن الاحتكاكات تقوم بعمل مشاكل، فعلى الإنسان أن ينبه على المؤذي، ويصفح. وأشار إلى أن الهجر الجميل، الذي ورد في قوله تعالى: «وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا» الآية 10 من سورة المزمل، وهو التراجل والبُعد مع إبداء النية الدائمة في الإصلاح، منوهًا بأن البُعد لا يكون لغضب أو انتقام وإنما لإيقاف المشاكل. ولفت إلى أن السراح الجميل وهو الفراق مع بقاء الاحترام والحب، وذكر في القرآن عندما طلبت زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- طلبًا لم يقدر عليه، في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا» الآية 28 من سورة الأحزاب.