سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«جدل المراجعات الفكرية يعود».. «الإخوان» تعلن في بيان رسمي نيتها التراجع وطلب النصيحة من 100 شخصية سياسية.. وخبراء: التنظيم منقسم ويفتقد للقيادة القادرة على ذلك
* باحث إسلامي: مراجعات الإخوان مناورة.. والتنظيم منقسم ويتبنى العنف * مفكر إسلامي: الجماعة أدركت عدم جدوى العنف وتحتاج لمراجعات من جديد يعود الجدل مع دعوات الإخوان لإجراء مراجعات فكرية.. فرغم أن الحديث عن تراجع الإخوان تكرر ولم يحمل أي جديد إلا أن الجدل لا يتوقف عن تلك الدعوات. الجماعة "المصنفة إرهابية" خرجت ببيان رسمي منذ أيام قليلة تقول فيه إنها بدأت منذ فترة في تقييم مواقفها التي اتخذتها منذ 2011 وحتى 2017 بعد الأزمات التي تعرض لها التنظيم، حيث اعتمدت على ورش العمل والأبحاث والمراجعات والتقييم للوصول إلى نتائج إيجابية. وأضافت الجماعة، في بيان نشر على موقعها الرسمي: "اللجنة المشرفة على التقييمات بالجماعة تواصلت مع ما يزيد على ال100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي والشخصيات العامة والعلماء والمهتمين بالشأن الإخواني خاصة والإسلامي عامة والقضية الوطنية المصرية وتسليمهم نسخا من هذه التقييمات للمشاركة الفعالة بالرأي والمشورة والنقد البناء لمعرفة رأيهم في الجماعة". قال الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي والخبير في شئون الجماعات الإسلامية إن إجراء الإخوان المراجعات الفكرية فى الوقت الحالى صعب بسبب المشاكل والانقسامات التي تعاني منها الجماعة وغياب المركزية في اتخاذ القرار وهو ما كانت تتميز الجماعة سابقًا به. وأضاف إبراهيم في تصريحات خاصة أن الجماعة حاليًا لا يوجد بها الشخصية الجامعة التي يمكن أن تتحمل المسئولية والإعلان عن ذلك أمام أنصارها وشبابها الذين دخلوا في معركة بسبب قرارات القيادات الخاطئة مضيفًا ان هذا النوع من التحول يحتاج لشخصية وقرار وقيادة لديها القدرة على لم الشباب حولها والبدء في الإعلان عن مراجعات خاصة أن الكثير من التنازلات سوف تتبعها. وأوضح أن الإخوان تحتاج لمراجعات فكرية حقيقية بالفعل لكن يجب تهيئة الظروف المناسبة لذلك فالجماعة تدرك أنها لم تستفد من التحريض والعنف كما لم تستفد منها في سنواتها الأولى مع ظهور التنظيم الخاص وتنفيذه عمليات اغتيال بحق شخصيات مصرية تسببت في خسارة الجماعة نفسها قائدها حسن البنا. من جانبه قال هشام النجار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن ما أعلنت عنه جماعة الإخوان لا يطلق عليها مراجعات، لكنها مناورات لها أهدافها المعروفة والأسباب كثيرة أهمها أن التنظيم منقسم ، وثانيها أنه لا يزال يمارس العنف ولم يحل بعد خلاياه السرية. وأضاف النجار في تصريحات خاصة أن المراجعات لم تمس منهجية التنظيم وأفكاره المؤسسة له إلى جانب الغموض الذي يحيط بالخطوة من كل اتجاه خاصة ما يتعلق بمن سموهم مفكرين شاركوا في التقييم وعددهم مائة فمن هم هؤلاء "المفكرون"، فليحددوا فقط عشرة بأسمائهم لنتعرف على من زعموهم مفكرين يشاركون في ما أطلقوا عليه مراجعات لجبهة داخل تنظيم منقسم ومشتت لا تزال ترفع السلاح وتنتهج العنف. وأوضح أن مصير هذه المراجعات الفشل لأنها غير جدية ولا تساعد على تحقيق الهدف المرجو والمعلن من المراجعة بشكل عام والتي يكون هدفها العودة عن أفكار وتصرفات خاطئة نفذها التنظيم. بينما يقول سامح عيد القيادي الإخواني المنشق، إن جماعة الإخوان تتحدث منذ فترة طويلة عن مراجعات فكرية ولا نرى أي جديد، حيث تنتقل من صراع داخلى إلى آخر. وأضاف عيد في تصريحات خاصة أن الجماعة أصبحت منقسمة لثلاث جبهات داخل السجون وخارجها وخارج مصر ولكل واحدة منهم رأي وموقف مختلف، حيث فقدت الجماعة المركزية والرأس القادرة على الإعلان عن مراجعات فكرية حقيقية تعتذر فيها عن ما فعلته طوال السنوات الماضية. وأوضح القيادي الإخواني المنشق أن الجماعة تعود للأضواء بإعلانها عن هذه المراجعات، لكن في حقيقة الأمر لم نر أي موقف استباقي يؤكد سعيها وجديتها الحقيقية في إجراء مراجعات يمكن من خلالها أن تعود لتعترف بما فعلته وتؤكد أنها حرضت وارتكبت أعمال عنف كثيرة. وأضاف عيد أن حالة الانقسام الحادثة في التنظيم حاليا ستعطل أي عمل سواء مراجعات أو غيرها لأن التنظيم أصبح جبهات مختلفة ومتصارعة.