عقدت ممثلية الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة احتفالية ثقافية فى الذكري 29 لمجزرة مدينة حلبجة الكردية التي تعرضت لقصف بالسلاح الكيماوي سقط فيها قرابة 5 آلاف قتيل على يد النظام العراقي السابق وذلك بحضور ممثلى للسفارة العراقية ومندوبي الأحزاب الكردية بالقاهرة بالإضافة لمجموعة من الخبراء والباحثين المصريين. واعتبر نزار الحكيم ممثل السفارة العراقية أن جريمة النظام العراقي السابق بحق الأكراد فى حلبجة تعتبر مأساة كبري لافتاً فى الوقت نفسه أنها تعتبر الأقل عددا من حيث عدد الضحايا قياسا بجرائم أخري وقعت فى عهد صدام. وأكد الحكيم خلال كلمته بالندوة أن بشاعة جريمة حلبجة جعلتها توصف برابع مأساة على مستوي العالم حيث أبيدت قري بأكلمها بكل ما فيها من بشر وحيوانات وطير مشددًا على أنه بعد قرابة ثلاث عقود من الجريمة فإن حلبجة وحدت العراقيين ولم تفرقهم ورأينا لأول مرة البشمركة الكردية تحارب الإرهاب بجوار الجيش العراقي . وفى كلمته شدد د.رجائي فايد مدير المركز المصري للدراسات الكردية على أن الشعب العراقي برىء من مجزرة حلبجة ولا يمكن اعتبارها جريمة من شعب العراق ضد الأكراد بل هي جريمة بعثية صدامية ليس للشعب العربي بالعراق أى علاقة بها . وأرجع فايد عدم تفاعل الإعلام المصري مع الجريمة وقت حدوثها وحدوث تعتيم إعلامي كبير عليها نظرا للمنح والهدايا التي كان يقدمها صدام حسين لوسائل الإعلام المصرية لافتا إلأى أنه وقت حدوث الجريمة قام بتوزيع سيارات مرسيدس كهدايا للمؤسسات الصحفية المصرية . وطالب بإعادة التوافق بين المكونات السياسية العراقية من خلال تفعيل المواطنة وسيادة القانون التي تحفظ لأي وطن وحدته وسلامة أراضية ، وناشد الخبير فى الشئون الكردية القوي السياسية قائلا " لا مانع من الإختلاف ولكن لابد أن يكون هناك أخلاقيات لهذا الخلاف وحدود قصوي لا يمكن تجاوزها بل يجب العمل على تقليل ومحاصرة نقاط الخلاف من أجل قطع الطريق على المستفيدين من هذه الخلافات . بدوره دعا د.جمال يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لتطوير العلاقات بين المكونات العراقية فى ذكري حلبجة وتحويل ذكري المأساة لفرصة للتصالح وتجاوز الخلافات والتحرك نحو عراق تتساوي فيه الحقوق والواجبات للجميع بغض النظر عن الدين أو القومية . وشدد يوسف على ضرورة البحث عن المصلحة العراقية لاحباط مخططات تقسيم العراق التي تستهدف إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الكبير ضمن مخطط الفوضي الهدامة التي تتبناها دول غربية ذات مصالح خاصة فى تمزيق الوطن العربي . وفى كلمته سلط شريكو حبيب، ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة الضوء التمييز الذي تمارسه حكومة بغداد ضد إقليم كردستان مشيرا إلي تصريحات وزيرة الصحة العراقية حول عدم إرسال الأدوية للإقليم ، وطلب رئيس الوزراء العراقي حيدر بغدادي من المحكمة العليا حذف نص تمويل البشمركة من الموازنة العراقية من الدستور . وأكد "حبيب" أن استقلال كردستان لن يحولها لخنجر فى ظهر العراق بل ستكون عمقا إستراتيجيا لها وستكون العلاقة بين أربيل وبغداد فى أحسن حالاتها مشيرا إلى أن الاستقلال شأن داخلي وسيتم حل كل الخلافات حوله بالحوار دون اللجوء للعنف . بدوره شدد الملا ياسين رؤوف ممثل حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة على أن الأكراد لن يكونوا سببا فى تقسيم العراق مشيرا إلى أن الدولة الكردية رغم أنها حلم لكل كردي الأ أنهم لن يكونوا السبب المباشر فى تفتيت العراق. يذكر أن مدينة حلبجة العراقية ، تعرضت لقصف جوي ومدفعي بقنابل كيماوية في 16 مارس 1988 من قبل النظام البعثي السابق أوقعت نحو خمسة آلاف ضحية وأكثر من عشرة آلاف مصاب من المدنيين .