رحب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارة المستشارة الألمانية للكاتدرائية المرقسية بالعباسية قائلا: "نرحب بكم على أرض مصر التي تباركت بزيارة العائلة المقدسة فى بداية القرن الأول الميلادي، وكان السيد المسيح أول لاجئ فى التاريخ". وأضاف البابا قائلا: 'لقد عاشت العائلة المقدسة فى بلادنا أكثر من ثلاث سنوات وفى مواضع كثيرة شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا .. فصارت مصر بلاد مقدسة». وتابع: "قائلا نرحب بكم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تأسست فى منتصف القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الإنجيلي فى مدينة الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط". وشرح البابا تاريخ الكنيسة القبطية قائلا عاشت الكنيسة المصرية امتدادًا للحضارة الفرعونية قبل المسيح وامتدت إلى سبعة قرون حيث دخل الإسلام مصر فى القرن السابع الميلادى لتعيش الحضارات الفرعونية والمسيحية والإسلامية فى تمازج مدهش. واستطرد قائلا: "إننا نعيش مسيحيين ومسلمين فى مودة ومحبة وعلاقات اجتماعية مشتركة ولنا تاريخ مشترك من التفاهم والتعاون، من الفرح والألم، من السعادة والضيق، ونعيش حول نهر النيل الذى هو أبو المصريين ونعيش على الأرض حوله ، والأرض هى أمنا، ومن نهر النيل نشرب المياه ونتعلم الطبيعة الهادئة واللطيفة والمسالمة، ولكن تحدث بين الوقت والآخر بعض المشكلات بسبب الفقر أو الجهل أو التعصب أو الازدحام، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل هذه المشكلات فى إطار الأسرة المصرية الواحدة». وعرض البابا أحداث ثورة ثورة 30 يونيو 2013 التى قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصرى ، ومع وجود دستور جديد ، وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وتأسيس البرلمان الجديد ، وانطلاق مصر نحو المستقبل بخطوات ثابتة ومشروعات عملاقة، ظهرت ملامح جيدة على تحسن الوضع المسيحي المصري مثل: "إقرار أول قانون لبناء الكنائس فى مصر، وانتخاب 39 عضوًا مسيحيًّا بالبرلمان مقارنة بعضو واحد سابقًا ... ومثل زيارات السيد الرئيس للكاتدرائية ليلة الكريسماس حسب التقويم الشرقى ... ومثل اهتمام الدولة بتعمير إصلاح الكنائس التى احترقت ودمرت فى أحداث أغسطس 2014 م". وتابع أن الشعب المصري مسلمين ومسيحيين نعملوا علي بناء مصر الحديثة ، ومصر المستقبل ونعاني من بعض هجمات الإرهاب والعنف التى تعرقل مسيرتنا ، ولكنها لا توقف تقدمنا ، وإصرارنا على أن نحيا مصر فى أفضل صورة". وتابع قائلا: "إننا واثقون فى الله الذى يبارك بلادنا، واثقون فى قدرة القيادات السياسية والاجتماعية والتشريعية فى بلادنا، واثقون فى علاقات المحبة التى تجمعنا كمصريين واثقون أن مساندة بلادكم العظيمة ألمانيا فى كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والفنية سوف تساعد على مزيد من الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط". وفي نهاية الحديث قدم البابا الشكر للمستشار الألمانية لزياراها الطيبة حيث قال: "أشكركم على احتضان الكنائس المصرية فى بلادكم بكل ترحاب ومودة ونشكركم على إيفاد «فولكر كاودر» للتعزية فى شهدائنا، كما أن استقبالكم للآلاف من اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط هو عمل إنساني بالمقام الأول خاصة بعد الدمار الذى شهدته بعض الدول بسبب بعض السياسات الغربية الخاطئة فى فهم العقلية العربية وطبيعة المنطقة وتقاليدها".