* الدبلوماسيون في الخارجية الأمريكية يتمردون على ترامب * الرئيس الأمريكي يحتكر السياسة الخارجية ويستبعد الوزير * تويتر "ترامب" يثير أزمة في الخارجية يبدو أن الفوضى التي هددت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، منطقة الشرق الأوسط باتت تضرب وزارة الخارجية الأمريكية نفسها. وفي تقرير تحت عنوان "فوضى في قلب الخارجية الأمريكية"، أوضحت إذاعة فرنسا الدولية أن الخارجية الأمريكية أصبحت تعاني من فوضى غير مسبوقة، فالكثير من الدبلوماسيين تمردوا داخل الوزارة ويعملون على تقويض حركة الدبلوماسية الجديدة، إضافة إلى وزير جديد دون خبرة سياسية وقام بتسريب مذكرات داخلية في الوزارة تنتقد قرارات الرئيس. وزير "ماريونت" وبينت الإذاعة أنه بمجرد تعيين وزير خارجية جديد وهو ريكس تيلرسون في الأول من فبراير، حتى استطاع الرئيس الجديد دونالد ترامب أن يحتكر ملفات السياسة الخارجية، كما أنه كسر كل البروتوكولات الدبلوماسية الأمريكية المعهودة شكلا وموضوعا، وخلق تمردا واسعا داخل هذه القلعة التي تحظى باحترام كبير. -عداوة مع الدول الصديقة والمنافسة وبحسب شهادات للعديد من المسئولين في وزارة الخارجية، فإن دونالد ترامب، منذ انتخابه يتجاهل خبرة الأجهزة الدبلوماسية ويفضل أن يضاعف تصريحاته البعيدة كل البعد عن الخط الدبلوماسي الصحيح. وأثارت تغريدات ترامب على تويتر سخط العديد من الدبلوماسيين، حيث إن ترامب لا يتوقف في نشر التعليقات الهجومية والمستفزة ضد الدول المنافسة، مثل الصين، وحتى الدول الصديقة، مثل أستراليا. ووفقا لدبلوماسيين، فإن ترامب رفض حتى الاستعانة بمساعد يقدم له النصائح قبل شنه الهجوم في رؤساء الدول الأخرى، والنتيجة أن الرئيس يطلق تصريحات تشكل قطيعة مع عقود طويلة من الدبلوماسية الهادئة والثابتة، فعلى سبيل المثال بعد انتخابه مباشرة، أعلن دعمه لتايوان، في توترها مع الصين. وأوضحت الإذاعة أنه خلال الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية شهادة أحد المسئولين في وزارة الخارجية كان حاضرا حينما كان يجري ترامب مكالمة مع نظيره الأسترالي، مالكولم تورنبول، حيث بدا ترامب معاديا جدا وتعامل بأسلوب مهين مع نظيره الأسترالي، موضحة أن ترامب أغلق المكالمة بعد 25 دقيقة بدلا من ساعة التي كان من المقرر للمكالمة أن تستمر فيها، يبين المسئول أن أستراليا هي حليف هام للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، لكن ترامب تعامل بشكل عدائي بسبب اتفاق تم توقيعه أبان عهد أوباما مع أستراليا والذي ينص على استقبال واشنطن 1000 لاجئ موضوعين في معسكر على الأراضي الأسترالية. أسلوب ليس دبلوماسيا وتابعت الإذاعة بالقول إن الكثير من المسئولين في الوزارة يأخذون على ترامب اتباعه أسلوب أقل دبلوماسية، ولغة هشة بالإضافة إلى مصطلحات غير لائقة مع زعماء الدول الأخرى. وأشارت الإذاعة إلى أن المثال على ذلك المكالمة التي دارت بين ترامب والرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، حيث ركز ترامب بشدة على ضرورة الانتقام من الصين، وهي نقطة غير معهودة ولم يتم التطرق لها من قبل في العلاقات الفرنسية الأمريكية، إضافة إلى أن هذه المكالمة كانت متقطعة وصاخبة وركيكة، بحسب مصدر في إدارة ترامب. وقال المصدر: "المكالمة كانت معقدة لأن ترامب تحدث بنفس الطريقة التي يتحدث بها في الخطابات العامة ومع الجمهور، وهذه ليست الطريقة المعهودة للتحدث بالنسبة لرئيس دولة".