تُعقد نهاية شهر مارس القادم، القمة العربية الثامنة والعشرين في العاصمة الأردنيةعمان، ويسعى الأردن باعتباره رئيس القمة، إلى تنقية الأجواء العربية المشحونة بين مصر والسعودية، كما أن عليه خلال أيامها تحقيق التوافق العربي في التعامل مع التحدّيات والقضايا المعقّدة التي تواجه دول المنطقة، ومنها التحوّلات الدولية والإقليمية المتمثلة في وجود رئيس جديد في البيت الأبيض، والتهديدات الإيرانية لدول الخليج والحرب في اليمن وسوريا وليبيا، وعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. وأكد مراقبون أن هناك توقعات وآمالا كبيرة بقدرة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على رأب صدع العلاقات والتوسط بين القاهرة والرياض خاصة في ظل إصرار العاصمتين على الحفاظ على الحد الأدنى من التفاهم وترك الباب مفتوحا بحكم العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بما يضمن نجاح القمة المقبلة خاصة وأن الأردن نأى بنفسه عن التورط في الخصومات العربية-العربية ورفض أن يتبنى وجهة نظر أي طرف عربي على حساب طرف آخر.
تنسيق مصري-أردني وقبيل القمة توجه مساء أمس الثلاثاء وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الأردنيةعمان حاملا رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وقالت مصادر رئاسية بالقاهرة ل "صدى البلد" إن رسالة الرئيس السيسي للعاهل الأردني تتضمن تقدير مصري للدور النشط والمحوري للملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية ولحكومة الأردن في خدمة قضايا الأمة العربية وفي دفع مسيرة العمل العربي. وتابعت المصادر أن الرسالة تتناول أيضا ترتيبات التنسيق المصري-الأردني الخاص بالقمة العربية الثامنة والعشرين والمقرر عقدها بالأردن في التاسع والعشرين من شهر مارس المقبل، وذلك في ضوء الزيارات المتبادلة التي جرت بين الجانب الأردني والمصري خلال الفترة الأخيرة.. وقد أعرب الرئيس السيسي عن تقديره في هذا الإطار للجهد الكبير الذي يبذله الجانب الأردني لضمان نجاح القمة وخروجها على النحو المنشود بنتائج عملية وبناءة، بحيث تولد هذه القمة قوة دفع جديدة للعمل العربي المشترك فى مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وكشف أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، عن أن الوزير شكري سيلتقي خلال الزيارة أيضا بكل من رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي، ووزير الخارجية أيمن الصفدي، حيث سيتم التباحث حول العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات،وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى مستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، منوها بأن العلاقات المصرية-الأردنية تمثل محور ارتكاز رئيسي في المنطقة العربية يستمد قوته من الثقل الإقليمي لكلا الدولتين.
وأضاف أبو زيد، بأنه سيتم أيضا خلال الزيارة التشاور حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعامل مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق، بالإضافة إلى مستجدات القضية الفلسطينية وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلا عن التنسيق بشان آليات دفع مسيرة العمل العربي المشترك استعدادا للقمة العربية القادمة التي ستستضيفها الأردن في شهر مارس القادم.
المقعد السوري ونفت مصادر دبلوماسية بالقاهرة ما رددته بعض المواقع الإخبارية من أن تكون زيارة سامح شكري ل عمان تأتي لممارسة ضغوط لإعادة عضوية سوريا، واصفة مثل هذه الادعاءات بأنها محاولة لضرب القمة قبل انعقادها وتكدير الأجواء. وقالت المصادر إن المقعد السوري في القمة سيظل شاغرًا تماشيًا مع القرار الذي تبنته الجامعة العربية في نوفمبر 2011 وينص على تعليق عضوية سوريا. وأوضحت المصادر أن القاهرة تعلم أن خطوة إعادة سوريا للجامعة ستواجه بالتأكيد اعتراضا من بعض الدول العربية ما يحكم على القمة بالفشل منذ البداية وهو ما لا تريده القاهرة تقديرا لراعي القمة الملك عبدالله الثاني ودوره في المنطقة. وتابعت المصادر في تصريحات ل "صدى البلد" أن موقف مصر ثابت أيضا في عدم إعطاء المقعد السوري في الجامعة العربية للمعارضة.
وأشارت المصادر إلى إعلان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني في الثامن من ديسمبر 2016 أن عمان لن توجه دعوة إلى دمشق لحضور القمة، "وهو ما يجب أن تحترمه جميع الدول العربية، على الرغم من أن الأردن هو من البلدان العربية القليلة التي لا تزال تقيم علاقات دبلوماسية مع نظام الأسد.