سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاروق حسني يكشف المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية للإطاحة به من "اليونسكو".. ويؤكد : الصهيونية العالمية تتلاعب بمصائر الشعوب.. وتعرضتُ لأخطر الضغوط والتهديدات
* "أسرار معركة اليونسكو".. كتاب جديد عن رحلة فاروق حسني لمنصب دولي * فاروق حسني : * تعرضت لمؤامرة أمريكية إسرائيلية للإطاحة بي من "اليونسكو" * الصهيونية العالمية تتلاعب بمصائر الشعوب * واجهت أخطر الضغوط والتهديدات خلال رحلة الترشح لرئاسة اليونسكو يكشف الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، أسرارا مثيرة عن معركته التي خاضها منذ ثماني سنوات أثناء ترشحه في انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو، وذلك في كتاب صدر حديثًا بعنوان "أسرار معركة اليونسكو" من إعداد الكاتبة الصحفية فتحية الدخاخنى، وكتب مقدمته الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد وأصدرته الدار المصرية اللبنانية. يتضمن الكتاب عددا من الوثائق المهمة التى يكشف عنها فاروق حسنى لأول مرة، ويعرض كواليس انتخابات اليونسكو ومناورات الدول الأعضاء خلال مراحل التصويت المختلفة والمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية للحيلولة دون وصول المرشح المصرى لرئاسة المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم. يتناول الكتاب كيف تدار الأحداث فى لعبة الأمم لتأكيد خياراتها بعيدًا عن المنطق والتوجه الذى يعبر عن الديمقراطية بين أنظمة العالم، وكيف تلعب الصهيونية العالمية فى مصائر الشعوب. صاغ الكتاب صحفية موهوبة تملك أدوات مهنتها (فتحية الدخاخني) وتملك بين هذه الأدوات دهشة السؤال وجرأته ومغزاه، ونجحت الدخاخنى فى أن تحاصر فاروق حسنى لاستجواب مدقق طال عدة جلسات ليكشف أبعاد وألغاز هذه المعركة المهمة، والدروس المستفادة. وكشف الكتاب حجم المفارقة الواسعة بين الاستحقاق الذى هو أصل الجدارة ومسوغ المشروعية، وبين الواقع السياسى الذى تحكمه القوة والهيمنة وأطماع الدول الكبرى، والذي لا يحفل كثيرا بالاستحقاق ومشروعيته ولا يكترث بأى من القيم الفاضلة فى سبيل تحقيق أطماعه!. وتحت عنوان "الاستحقاق المشروع والواقع السياسى" قدم مكرم محمد أحمد، رؤيته لهذه الأزمة في الكتاب قائلا "هذا كتاب على صغر حجمه وقطعه كاشف ومثير، يعيد صياغة المعركة الرائعة التى خاضها الوزير الفنان فاروق حسني، وخاضتها معه مصر بكل تاريخها وحضارتها وكامل وعى شعبها الذكي، من أجل الحصول على مقعد مدير منظمة اليونسكو، ضمير العالم الثقافي، فى مواجهة تحالف الصهيونية العالمية والولايات المتحدة قبل وقت محدود من أحداث الربيع العربى الزائف الذى أخذ مصر والشرق الأوسط إلى حلبة الفوضى غير البناءة". ويضيف مكرم محمد أحمد في مقدمته عن الكتاب " ومصدر الاستحقاق ومشروعيته اعتقاد راسخ وقديم فى رأس فاروق حسنى بأن مصر ربما تكون دولة نامية تسعى للنهوض بشعبها وتحسين جودة حياته، لكنها من الجانب الثقافى دولة عظمى تختزن أقدم وأعظم تراث للإنسانية فى العالم، اخترعت الكتابة والزراعة والفلك والطب والتشييد والري، وابتدعت فنون الحكمة وإدارة الدولة، كما ابتدعت الدين والتوحيد والرقص والغناء والموسيقى، إضافة إلى فنون النحت والتصوير، وتلاقت على أرضها الحضارات والأديان والثقافات لتصبح منارة عالمها القديم التى لاتزال تضيء التاريخ بعد أكثر من 5 آلاف عام على مولده". ويرى فاروق حسنى في كتابه أنه قد تنفس الصعداء لأنه لم يوفق فى الانتخابات ولم ينجح، لأنه كان يعرف جيدا أن هذا التحالف البغيض الذى سرق صوتين انتخابيين من حصيلته فى عملية دنيئة، لن يتورع عن استخدام أحط الضغوط والتهديدات كى يفشل فاروق حسنى ويفشل اليونسكو! كما فعل فى حملته الضارية على فاروق حسنى الذى واجه حملة شعواء شنتها الصهيونية العالمية على مستوى العالم أجمع، تتهمه بمعاداة الإنسانية وبأنه "حارق الكتب الذى لاينبغى أن يقود اليونسكو" ، مستثمرة ذلة لسان من حسنى جاءت فى سياق نقاش حاد مع أحد نواب البرلمان المصرى من جماعة الإخوان المسلمين الذى تعمد استفزاز وزير الثقافة المصري، الذى يرفض دعاوى الجماعة لمصادرة صور عديدة من الإبداع تمثلت فى الكتاب والشعر والرواية، ولأنه رفض علنا الحجاب والنقاب وكل صور الأسلمة السياسية للمجتمع المصري، وكان أحد المناهضين الكبار لفكر السلفيين وخطط جماعة الإخوان المسلمين. يقول فاروق حسني " تجاهلت الصهيونية أن الأمر كل لا يخرج عن ذلة لسان، وصنعت من الحبة قبة، وتمادت فى عدائها العلنى لفاروق حسنى تطارده فى كل أنحاء العالم، ليس لأنه يعادى السامية كما تقول الصهيونية، ولكن لأن وجود مصر على رأس اليونسكو ووجود حسنى ممثل الثقافة المصرية فى مقعد رئاسة هذه المنظمة المهمة سوف يغير معايير ثقافية عديدة، ويكسب اليونسكو روحا جديدة مؤهلة لتبنى حوار الحضارات والثقافات والأديان وإنصاف ثقافة الجنوب". يقول الكاتب الكبير مكرم محمد احمد عن هذه المواقف " لو أن هيمنة القوى الكبرى المتمثلة فى تحالف أمريكا مع الصهيونية العالمية لم تنجح فى أن تسرق من فاروق حسنى صوتين انتخابيين فى الجولة الخامسة لانتخابات رئيس اليونسكو لتضيفهما إلى منافسه فى مفاجأة كشفت عن تآمر واسع، لكان فاروق حسنى واحدا من أهم من تولوا أمر اليونسكو وأكثرهم تأثيرا، لأنه يستحق بجدارة هذا المنصب لثقافته وخبرته وحسه الإنسانى المرهف، ولأنه يمثل دولة ثقافية عظمى يمكن أن تضفى على مهمة اليونسكو روحا أكثر ديمقراطية، توثق حوارات الشمال مع الجنوب وتضفى على جهود اليونسكو صبغة عالمية إنسانية جديدة، تذكر العالم بالدور العظيم الذى قامت به اليونسكو من أجل انقاذ اثار النوبة وعلى رأسها معبد أبوسمبل الشهير، لكن واشنطن فى تحالفها مع الصهيونية العالمية لم تكن تريد مصر ولم تكن تريد فاروق حسني". يكشف فاروق حسني في كتابه "أسرار معركة اليونيسكو " عن مفاجآت وصدمات كثيرة ، حيث اكتشف فى معركته حجم النفاق الدولى الواسع، ومدى قدرة الهيمنة الأمريكية على تغيير مواقف دول ومنظمات وشخوص تمثل رموزا عالمية مهمة، كما اكتشف القدرة الجهنمية لمنظمات الصهيونية العالمية على مطاردة من تراه عدوا لها. وأكد حسنى أنه سمع بأذنيه الرئيس الفرنسى ساركوزى وهو يؤكد له أنه سوف ينجح وأن فرنسا سوف تدعمه، لكنه رأى بعينيه كيف أسقط ممثل فرنسا ورقة بيضاء فى صندوق الانتخابات، وهذا ما حصل أيضا مع إيطاليا التى أعطت فاروق حسنى كل تأييدها خلال الحملة الانتخابية لكنها تهربت من التصويت له فى الجولة الخامسة والأخيرة من الانتخابات، ومع النرويج رغم أن ملكة النرويج زارت فاروق حسنى فى بيته وقبلت دعوته للعشاء وأكدت له أن النرويج سوف تسانده لكنها لم تف بوعدها لأن المشكلة لم تكن أبدا فى الجدارة والاستحقاق ولكنها كانت دائما فى الواقع السياسى وضغوط الهيمنة من جانب القوى الكبرى. وقالت الكاتبة الصحفية فتحية الدخاخنى، فى تصديرها للكتاب "قبل نحو سبع سنوات خاضت مصر معركة قوية على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، لكن المعركة انتهت بخسارة المرشح المصرى لهذا المنصب فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، لصالح منافسته البلغارية مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا. انتهت المعركة فى ذلك الوقت وسط حديث عن مؤامرة أمريكية صهيونية تسببت فى هزيمة مصر ومرشحها، ومحاولات من البعض توضيح بعض خيوط هذه المؤامرة، وأسباب الهزيمة الفعلية، وهل حقا كانت مؤامرة أم فشل آخر من جانب الدولة المصرية، أو المرشح المصرى كما يفضل البعض أن يصفها". وأضافت أن المعركة بدأت وكانت النتيجة فى البداية مبشرة، وزادت من ثقة القائمين على الحملة فى الفوز، لكن النتيجة النهائية خيبت الآمال، فقد حدثت المؤامرة، وخسرت مصر، وخسر مرشحها هذا المنصب. وتضيف فتحية الدخاخنى "طوال السنوات الماضية ظل السؤال قائما: لماذا خسرت مصر، وقد كانت متفوقة حتى النهاية، وقادنى هذا السؤال مؤخرًا لزيارة مقر اليونسكو للمرة الأولى نهاية عام 2015، حيث التقيت مديرتها إيرينا بوكوفا، أول سيدة تدير المنظمة، فى محاولة للتعرف عن قرب عن مكان كتبت عنه كثيرا، لكننى لم أزره، وقبل اللقاء اصطحبنى سفير مصر السابق لدى اليونسكو محمد سامح عمرو، فى جولة داخل مبنى المنظمة، فى ساحة فونتنوا بالعاصمة الفرنسية باريس، بدأت من جدار التسامح الذى كُتب عليه بعشرة لغات، جملة تعد جزءا من ديباجة ميثاق المنظمة الدولية تقول: "لما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام". جدير بالذكر أن اليونسكو تعمل منذ تأسيسها عام 1945، وفقا لميثاقها على "تأمين فرص التعليم تأمينًا كاملًا متكافئًا لجميع الناس، وضمان حرية الانصراف إلى الحقيقة الموضوعية والتبادل الحر للأفكار والمعارف". ويطلق على مبنى المنظمة الذى تم إنشاؤه عام 1958، اسم "النجمة الثلاثية"، وتم تشييده على شكل حرف Y، على 72 دعامة إسمنتية، وبعد فترة تم إضافة 3 مبانٍ أخرى له.