سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوادر انقلاب بين الصديقين "ترامب" و"بوتين" بسبب حزام المناطق الآمنة في سوريا.. الرئيس الأمريكي يرحب بالفكرة.. وتركيا تسعى لتطويق الأكراد.. وموسكو تحذر من التنفيذ ومخاوف من اشتباكات روسية - أمريكية
* مناطق ترامب الآمنة في سوريا فكرة تركية رفضها أوباما * القرار الأمريكي بإنشاء مناطق آمنة يمثل انقلابا على السياسات الأمريكية * تركيا أرادت إقامة منطقة عازلة حدودية للتخلص من مشكلة الأكراد * روسيا ترفض المناطق الآمنة وتحذر من عواقبها خوفا من زيادة التدخل الأمريكي في سوريا أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أنه سيقيم مناطق آمنة في سوريا لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك. وقال ترامب، في مقابلة أجرتها معه محطة "إيه.بي.سي" الأمريكية: "سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا للأشخاص الفارين من العنف" مضيفا أن أوروبا ارتكبت خطأ جسيما بالسماح لهؤلاء الملايين من الأشخاص بدخول ألمانيا وعدة دول أخرى". وأوصى الرئيس الأمريكي وزارتي الخارجية والدفاع في حكومته بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين في سوريا والدول المجاورة في غضون 90 يوما من تاريخ الأمر، يمكن فيها للمواطنين السوريين النازحين انتظار توطين دائم، مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث. فكرة أردوغانية وتعتبر فكرة إقامة مناطق آمنة في سوريا، فكرة تركية في أساسها، حيث قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فيما مضى، أن إقامة منطقة أمنية عازلة في شمال سوريا و"تطهيرها" من تنظيم داعش من شأنه أن يسهل عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم. وكانت تركيا ترغب في إقامة منطقة عازلة تقتضي إقامة جيب في سوريا يمتد من جرابلس في شرق الحدود الشمالية إلى مارع في غربها بطول 90 كيلومترا وبعمق 50 كيلو مترا أي بمساحة تقدر ب 4 ألاف و 500 كيلومتر مربع، مقابل أن تقوم أنقرة بفتح مجالها الجوي وقاعدة أنجرلك العسكرية أمام طائرات التحالف الدولي. أهداف المنطقة العازلة وأرادت تركيا من وراء المنطقة العازلة، إبعاد خطر تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى عن حدودها، على الرغم من أن معظمهم تسلل عبر حدودها إلى سوريا، ومنع الأكراد من إقامة كيانات موحدة بالقرب من الحدود، وحماية هذه المنطقة بالطائرات ومختلف الوسائل العسكرية، وايجاد منطقة تستوعب اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، ونقل الحكومة السورية المعارضة لهذه المنطقة تحت حماية الجيش التركي. واعتبرت دمشق في ذلك عدوانا على أراضيها. ويعتبر قرار إقامة مناطق آمنة في سوريا، والتي من شأنها أن تزيد من التدخل العسكري الأمريكي في سوريا انحرافا كبيرا عن نهج أوباما لأنه إذا قرر ترامب فرض قيود "على الطيران" فوق هذه المناطق فقد يتطلب ذلك زيادة في حجم القوة الجوية الأمريكية أو القوة الجوية للتحالف، وقد يتطلب هذا أيضا نشر قوات برية لتوفير الأمن لهذه المناطق. وحذر مسؤولون أمريكيون وعسكريون منذ وقت طويل من أن إقامة مناطق حظر طيران داخل سوريا ستتطلب عددا كبيرا من الموارد الإضافية بخلاف القتال ضد تنظيم داعش وسيكون من الصعب ضمان أن المتشددين لا يخترقون تلك المناطق. ويؤيد أعضاء جمهوريون بالكونغرس إقامة مثل هذه المناطق خاصة لحماية المدنيين الفارين من الصراع من هجمات القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. كان ترامب دعا خلال حملته الرئاسية إلى إقامة مناطق حظر طيران لتوفير المأوى للاجئين كبديل عن السماح لهم بدخول الولاياتالمتحدة. واتهم ترامب إدارة أوباما بالفشل في إجراء عمليات فحص مناسبة للاجئين السوريين الذين يدخلون الولاياتالمتحدة لضمان عدم وجود أي صلات لهم بالمتشددين. مخاطر المناطق الآمنة ويرى محللون أن فكرة إقامة المناطق الآمنة في سوريا من شأنها حدوث قتال بين الولاياتالمتحدةوروسيا، في ظل حاجة تلك المناطق إلى إقامة حظر طيران فوقها لحماية المدنيين، وقد يؤدي إلى حوادث طيران مثل تلك التي كادت أن تحدث فوق البحر المتوسط، بين طائرة روسية وأخرى أمريكية تابعة لقوات التحالف الدولي، حيث اقترتب الطائرتان، وكادتا أن تصطدما ودخل الجيش التركي إلى سوريا في إطار عملية درع الفرات، في مساع منه لدرء مخاطر تنظيم داعش بعيدا عن حدوده. الموقف الروسي وعلى صعيد الموقف الروسي مما أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن المتحدث باسم الكرملين أن واشنطن لم تشاور موسكو في موضوع المناطق الآمنة في سوريا الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، محذرة من المضي في مثل هذا القرار، فيما أيدت تركيا الموقف الأميركي الجديد. وقال المتحدث الروسي إنه يجب على الحكومة الأمريكية أن تفكر في العواقب المحتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، مؤكدة أن واشنطن لم تتشاور معها قبل الإعلان عن هذه المناطق.