* مصادر: * ضعف الخيارات أمام حماس في الوقت الراهن السبب في سعيها للتهدئة مع الجميع وعلى رأسهم القاهرة * التنسيق الأمني وضبط الحدود أهم الملفات في مباحثات القاهرة * مظاهرات الكهرباء في غزة لم تفرق بين حمساوي وفتحاوي * المصري: على الفصائل الفلسطينية اتخاذ خطوات جادة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية "البحث عن المصالح المتبادلة" من خلال التنسيق الأمني في سيناء، كسر حصار غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم لتحقيق مكاسب اقتصادية بعد انهيار غالبية الأنفاق التي كانت تديرها الحركة لحسابها وتقديم تنازلات في ملف المصالحة، العناوين الرئيسية في زيارة وفد حماس للقاهرة. حيث أكد عدد من المراقبين أن ضعف الخيارات أمام حركة حماس في الوقت الراهن هو السبب الرئيسى في سعيها للتهدئة مع الجميع، وعلى رأسهم القاهرة وذلك من أجل استمرار الهيمنة على قطاع غزة بعد أن تغير الواقع الدولي وظهرت نية الإدارة الأمريكية الجديدة في دعم إسرائيل وفي محاصرة الدول الراعية للإرهاب، ومنهم حلفاء لحماس بما ينذر بفقد الحركة للكثير من الدعم المادي والسياسي. وأكدت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن المظاهرات الأخيرة التي حدثت داخل قطاع غزة بسبب انقطاع الكهرباء جعلت القائمين على الحركة يسرعون في إعادة حساباتهم لبلورة خطط جديدة من أجل الحفاظ درجة من القبول في أوساط الشعب الفلسطيني في القطاع. وبحسب نفس المصادر، فقد أكد أعضاء الوفد خلال زيارتهم للقاهرة على رغبتهم الشديدة في أن تساهم الحكومة المصرية في إمداد القطاع بما يحتاجه من أساسيات الحياة، وهو ما ستستجيب له مصر خلال الأيام المقبلة، حيث إن السلطات في مصر تؤكد دائما على أن من حق غزة أن تنعم بحياة كريمة تتوفر فيها كل سبل العيش الطيب من كهرباء ومياه وصحة وفرص عمل للخريجين والعمال، وحرية تنقل وسفر حتى لا ينفجر القطاع في وجه دول الجوار، وهو ما كانت ثماره قد بدأت في الظهور خلال الشهرين الماضيين قبل أزمة انقطاع عبر فتح المعبر خلال الشهرين الماضيين أكثر من مرة. وعقد وفد حماس الذي يترأسه إسماعيل هنية وبعضوية خليل الحية وموسى أبو مرزوق - لم يتسن لصدى البلد الحصول على بقية الأسماء حتى وقت متأخر من ليلة أمس - عدة لقاءات مع مسئولين مصريين لبحث العلاقات الثنائية بين الحركة والقاهرة وبحث الوفد تطورات الأوضاع الفلسطينية. وكانت تهديدات استهدفت إسماعيل هنية أطلقتها العناصر المتشددة التي تنسب نفسها إلى السلفية الجهادية في غزة، والتي تخوض ضدها سلطات حماس صراعا أدى إلى اعتقال بعض عناصرها وهروب البعض الآخر. وقالت المصادر الدبلوماسية إن التواصل بين حماس ومصر "مستمر ولم ينقطع، وهناك تأكيدات من حماس على دور مصر كدولة محورية". وفي تصريحات له عقب وصوله القاهرة، قال الدكتور موسى أبو مرزوق، إنّهُ لم تعد هناك قضايا خلافية بين حركة حماس ومصر، والاتهامات التي وجهت لحماس عفا عليها الزمن، مؤكدًا أن العلاقات بين حماس ومصر جيدة، وفي أفضل حال وحماس ليست خطرا على مصر كما يدعي البعض وحين يعتدى على أرض مصر فأهل غزة وأهل فلسطين مع كل جندي مصري. وعما فضل أنْ يُطلق عليه الانقسام الفلسطيني، قال أبو مرزوق، إنه يجب أنْ يُعاد بناء المجلس الوطني الفلسطيني، وحماس تريد أنْ يكون المجلس انعكاسًا لأطياف الشعب الفلسطيني كافة، مؤكدًا أنه إذا رحبت مصر، فإن القاهرة ستكون مكانًا مثاليًا لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، مشددًا على أنّ إنهاء الانقسام الفلسطيني في يد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن. واشتملت اللقاءات على مطالبات من قادة الحركة بتقديم الدعم للمساهمة في التخفيف من أزمة الكهرباء المتفاقمة. وأفادت مصادر أمنية بمطار القاهرة بأن إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة قادما من الدوحة، مساء أمس الأول، الأحد، على رأس وفد من الحركة لإجراء محادثات مع مسئولين مصريين. وقال مصدر في الحركة إن هنية والوفد المرافق له التقوا مدير المخابرات اللواء خالد فوزي، وبحثوا معه عدة قضايا تشمل الملف الأمني الذي هيمنت عناوينه المختلفة على المباحثات بين الجانبين، وفي مقدمتها الحدود بين غزة ومصر. وأضاف المصدر أن هنية بحث مع الجانب المصري ملفات الوضع الفلسطيني الداخلي، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية والدور المصري فيها، مشيرا إلى أن هنية سيواصل طريقه إلى قطاع غزة، للمشاركة فى الانتخابات الداخلية لحركة "حماس"، والتى بدأت فى الأول من يناير الجاري، عقب إنهاء لقاءاته في القاهرة. وتابع أن المباحثات بين الجانبين تناولت في مجملها رفع الحصار المفروض على غزة، وإجراء تسهيلات لفتح معبر رفح الذي شهدت آلية عمله تحسنا ملحوظا خلال الشهرين الماضيين. يذكر أن "هنية" غادر قطاع غزة خلال موسم الحج، قبل حوالى أربعة أشهر، ومنذ ذلك الحين وهو يقيم فى العاصمة القطرية الدوحة، حيث قام بزيارات لبعض الدول منها تركيا خلال الفترة نفسها، وكان من المفترض أن يعود والوفد المرافق له إلى قطاع غزة فى أواخر شهر ديسمبر من العام الماضى، لكن عودته تأجلت لأسباب أمنية. وقال المصدر الفلسطيني إن قادة حماس أكدوا لمصر على موقفهم الثابت من الحرص على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، حيث لا خيار أمام شعب فلسطين غير ذلك، ولا دولة بدون غزة، ولا دولة في غزة. وأشاروا إلى رغبتهم في إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية في المرحلة المقبلة. وأضاف أنه خلال اللقاء جدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، التزام الحركة بنهج المصالحة والوحدة، مبينًا أن الحركة أبدت المرونة اللازمة من أجل تحقيق هذا الهدف، موضحا أن هنية قال إنه لا إمكان لتحقيق أهدافنا الوطنية دون تحقيق وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا تمسك حركة حماس بالثوابت الوطنية والإسلامية وعدم التنازل عنها مهما طال الزمن. وأشار إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي أكد على تمسك حماس بالعمق العربي والإسلامي، مؤكدًا حرصها على بناء علاقات متوازنة مع كل مكونات الأمة ومع الجوار العربي والإسلامي. ولفت إلى ضرورة احترام البُعد الإنساني في القضية الفلسطينية، منبهًا إلى سعي حماس لإحداث التوازنات في مواقف المجتمع الدولي في القضية الفلسطينية ومواجهة الاستيطان والتهويد ودحض محاولة نتنياهو تكريس الدولة اليهودية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأكدت المصادر أنه لم يتم طرح الفيدرالية إطلاقا كمشروع لحل الانقسام الفلسطيني، فالفيدرالية لم يتم تداولها مطلقًا في مؤسسات الحركة، بل تم التأكيد على موقف الحركة الثابت بالحرص على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام. وقالت المصادر إنه تم بحث تبعات نقل السفارة الأمريكية للقدس وكيف سيضر بالمنطقة وكيف سيشكل تهديدا لعملية السلام نفسها ولا يخدم الولاياتالمتحدة نفسها، كما تم بحث التنسيق على المستوى الدولي عقب قرار مجلس الأمن بإدانة المستوطنات ونتائج مؤتمر السلام في باريس وبحث التقارب بين حماس وفتح. من جهته، طالب عاكف المصري، مقرر المؤتمر الشعبي لإنهاء الانقسام ومفوض العلاقات بالهيئة العليا لشئون العشائر في المحافظات الجنوبية، الفصائل الفلسطينية باتخاذ خطوات جادة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية. وأكد المصري أن الوحدة الوطنية هي الرد الأمثل على مخططات الإدارة الأمريكية الجديدة لنقل سفارتها إلى القدس عاصمة الدول الفلسطينية، داعيا طرفي الانقسام الفلسطيني إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة والتطبيق الفوري للاتفاقيات الموقعة وتطبيق قرارات المؤتمر الشعبي، الذي عقدته الهيئة العليا لشئون العشائر من أجل إنهاء الانقسام. وأشار إلى أنه "من غير الممكن الحصول على مساندة الأمة العربية والإسلامية وتضامن شعوب العالم الحر مع قضيتنا العادلة ونحن ما زلنا منقسمين على أنفسنا"، مؤكدا أن "الانقسام البغيض أضعف وشتت وشوه صورتنا، وهو يعد نكبة كبرى إضافة إلى نكباتنا". وحذر المصري، الإدارة الأمريكية من خطورة مخططها لنقل مقر سفارتها إلى القدس، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وقواه الحية سيتصدى لهذا المخطط الذي يهدف إلى قتل الحلم الفلسطيني في إقامة دولتنا العتيدة وعاصمتها القدس الشريف.