قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن تنظيم "داعش" عندما أحكم سيطرته على إحدى البلدات القريبة من مدينة الموصل، معقله الأخير حاليا في العراق، بدأ مسلحو التنظيم في قتل رجال الشرطة، فلجأ بعضهم إلى إتباع أساليب غير تقليدية للنجاة بحياتهم. وأوضحت الإذاعة أنه "منذ عامين ونصف تقريبا، ساعد النقاب الشرطي العراقي السابق أبو العلوي على الهرب من براثن التنظيم بعدما نال رصاص مسلحي التنظيم وأسلحتهم من كل زملائه تقريبا، فعندما وصل مسلحو التنظيم إلى بلدة حمام العليل، القريبة من الموصل، في منتصف 2014 في شمال العراق، كان أول ما فعلوه هو قتل رجال الشرطة والجيش، وقتل المسلحون الضباط من أصحاب الرتب العليا على الفور، لكنهم عفوا عن عدد من أفراد الشرطة والجيش لاحقا بشرط إعلانهم الولاء للتنظيم والتعهد بالانصياع لأوامره والانقلاب على الحكومة العراقية في بغداد، لكن أبا العلوي ظل مختبئا في منزله، أو بالأحرى في مخبأ تحت الأرض في حديقة المنزل، لكن بعد فترة، كثف مسلحو التنظيم عمليات البحث، ما جعل الشرطي السابق يقتنع بضرورة الهرب إلى مكان أبعد ما يكون عن أعين المسلحين، وكان الحل الذي توصل له هو أن يرتدي النقاب، الذي يجبر التنظيم كل النساء على ارتدائه في المناطق الخاضعة لسيطرته، ومنذ ذلك الحين، قرر أبو العلوي أن يرتدي النقاب ليغطي وجهه الذي يتوسطه شارب كبير ويتبع تعليمات صديق متعاطف معه يخبره بعمليات التفتيش التي ينوي التنظيم القيام بها، ليتنقل الشرطي السابق من مكان إلى آخر متنكرا في زي إمرأة". ونقلت الإذاعة البريطانية عن الضابط العراقي السابق قوله إن "اللعب مع التنظيم كان مرعبا، فمع الاقتراب من مسلحي التنظيم الذين يتشحون بالسواد، تزداد خطورة الموقف. وأعرب عن خوفه الشديد، من أن يلقى مصير غيره من الرجال الذين تنكروا في زي نساء، لكن حظهم كان أقل أو كانوا أقل إقناعا في تقمصهم دور المرأة، مما أدى إلى القبض عليهم وإعدامهم على يد التنظيم. وأضاف: "كانوا قريبين مني في أوقات كثيرة، وكنت خائفا"، وتابع، قائلا: "كنت أتوقع طوال الوقت أن أخضع للتفتيش وأن ينكشف أمري"، وقال أحد أفراد الشرطة إن هذه المنطقة خارج حدود المدينة تمتلأ باطن الأرض فيها بالجثامين، محذرا من أن هذه المساحة لا زالت ملغمة بعبوات ناسفة خلفها مقاتلو التنظيم قبل فرارهم من حمام العليل، حيث خلف التنظيم مقبرة جماعية بها حوالي 350 من جثامين قيادات الشرطة والجيش في مدينة حمام العليل على أطراف المدينة، وأضاف أنه هناك حوالي 350 من جثامين قادة الشرطة والجيش على الأقل في تلك المقبرة الجماعية. وأشارت الإذاعة البريطانية إن قصة هذا الضابط لم تكن قصة فريدة من نوعها، إذ تكررت كثيرا بطرق مختلفة، فكل شخص في البلدة تقريبا فقد عزيزا وله قصته مع ذلك، بل إن البعض فقدوا عائلات بأكملها.