كشف سالم البغدادي، مدير عام أثار الدقهلية، أن "مدينة منديس الأثرية "تل الربع حاليا" تحتاج لإعادة بناء ووضعها على الأجندة السياحية لخلق مقاصد جديدة بشمال شرق الدلتا، وذلك من خلال خطة طموحة مدروسة علي مراحل تتولاها وزارة الآثار والبعثة الأمريكية العاملة بالموقع والأثريين الأكفاء بمنطقة الدقهلية والمناطق الأثرية الأخري". أشار "البغدادي" إلى ضرورة ترميم الناووس الخاص بمعبد المدينة القديمة، واستكمال السور الحديث حول الموقع لحمايته من اللصوص وعمل حديقة متحفية بمدخل الموقع حول المخزن المتحفى، وهو ما أكد عليه الدكتور خالد العناني وزير الآثار في زيارته للمنطقة يوليو الماضي، حيث ركز على ضرورة وضع خطة لتطوير موقع تل أثار الربع، ووجه قطاع المشروعات بترميم ناووس معبد مدينة منديس. وقال إن هناك خطة موضوعة من يناير 2015 لتطوير موقع تل الربع "منديس" بالدقهلية، وان كانت لم تنفذ حتي الان بسبب الموارد المالية، خاصة أنها في حاجة لاعتماد مالي كافي، وتتضمن انشاء سور حديث لحماية الموقع ويحيط بأضلاعه الثلاث المتبقية بإجمالى طول(4250م"وإقامة مرافق إدارية بمدخل الموقع تتمثل فى إستراحة لاستقبال الزوار وكافيتريا وباركينج وغرفة تذاكر و"بازار"للنماذج الأثرية المقلدة وخريطة للعناصر المعمارية والأثرية بالموقع والمكتشفات الاثرية منذ 1890م والبعثات،علي أن يتولى قطاع المشروعات تصميم وتنفيذ تلك المرافق،بعد تنقيب مساحات المنشأت الحديثة بأقصى الطرف الشمالى الغربى من الموقع غرب إستراحة البعثة الأمريكية حيث تتوافر بهذا المكان مساحة بكر تزيد على 5000م. وأشار البغدادي إلي أن الخطة تتضمن أيضا عمل مدرسة حفائر وبرنامج ترميم يقوم به الأثريون والمرممون بمنطقة الدقهلية مع البعثة الامريكية التى تعمل بالموقع منذ 1991،وستقوم تلك المدرسة بإجراء حفائر للكشف عن الاجزاء المطمورة من إمتداد أسوار المدينة التى تحيط بالمنطقة الجنائزية وهما سوران متوازيان يمتدان من الجنوب الى الشمال وكانا يحيطا بجبانة الكباش،ومعبد الملك أحمس الثانى ومقابر من الدولة القديمة وتابوت الملك نفريتس الأول الأقدم من السورين وأقامه بطليموس الثانى من الطوب اللبن فى نهاية القرن الثانى ق.م. كما تتضمن الخطة ترميم تابوت نفريتس( نايف عا ورود)رأس الأسرة 29 التى حكمت مصر بمنديس لمدة 20 عام،وعمل مظلة حديثة فوقة لحمايته وإجراء حفائر بالمنطقة المحيطة به لاحتمال وجود مقابر من عصر الاسرة 29 لم يكشف عتها بعد،مع توصيل تيار كهربائى لها بكابلات مدفونة حتى لا تشوه المنطقة بأعمدة كهربائية حديثة،مع وضع لوحات إرشادية ونبذة عن الملك نفريتس،وترميم ناووس الملك أمازيس أحمس الثانى وفناء قدس الأقداس بمعبد منديس ،وإعادة بناء باقى أجزاء المعبد البيلون الأول والثاني وإظهار حوائطه الخارجية بارتفاع لا يقل عن 2م من سطح الأرض لإظهار تخطيطه العام، وتوصيل الإضاءة له بكابلات كهربائية مدفونة وتحديد مسارات للزيارة ولوحات إرشادية. وأشار أيضا إلي إعادة الكشف عن مقابر الدولة القديمة من عصر الأسرة السادسة وتقع أمام معبد أمازيس أحمس الثانى بالموقع وترميمها،وعمل مظلات لحمايتها من العوامل الجوية المختلفة وحواجز حولها للسيطرة الأمنية،وتحديد مسار أمن لزيارتها مع إضاءتها وعمل لوحات إرشادية،حيث سبق كشفها بمعرفة بعثة معهد الفنون التابع لجامعة نيويورك وأعيد غلقها من 1965،والكشف عن حدود جبانة الكباش بمنديس التى تقع شمال معبد أحمس الثانى أمازيس والكشف عن ما لم يتم الكشف عنه من توابيت الكباش،مع تحويل موضع جبانة الكباش الى متحف مفتوح بعد استكمال الحفائر فى كامل مساحة تلك الجبانة، بعمل قواعد حديثة توضع عليها تلك التوابيت فى موضعها وعمل مظلات لحمايتها بعد الكشف عما قد يكون لازال مطمورا بالموقع،وتوصيل تيار كهربائى لها وتحديد مسارات حولها للزيارة. وكشف البغدادي عن بنود أخري في خطة التطوير،منها الكشف عن حدود البحيرة المقدسة الخاصة بمعبد أمازيس(أحمس الثانى)خارج أسوار المنطقة الجنائزية من جهة الجنوب الشرقى،وتشغل مساحة 4 أفدنة،وقد سبق للبعثة الامريكية الحالية العمل بها وأكدت أنها هجرت بنهاية العصر البطلمى،ولوحظ أنها محاطة بحوائط من الطوب اللبن بعد إضمحلال المياة بها،مما يتطلب الكشف عن الاسوار المحيطة بالبحيرة وإعادة ترميمها، وتطوير المنطقة أمام المخزن المتحفى بعمل مظلات وقواعد خراسانية حديثة لوضع القطع الأثرية الضخمة فوقها وعمل حماية لها من العوامل الجوية بمعرفة قطاع المشروعات،وضرورة تفعيل قاعة العرض بالمخزن المتحفى بعرض بعض مكتشفات تل الربع"منديس" أو من تل تمى الامديد(تمويس) المجاور له،سواء المحفوظة بالمخزن أو المعروضة حاليا بالمتحف المصرى بالتحرير. يذكر أن مدينة"منديس" "تل أثار الربع" حاليا، وهو أحد أهم تلال الوجه البحرى بشمال شرق الدلتا ومساحته الحالية 200 فدان،وكان عاصمة الاقليم السادس عشر من أقاليم الوجة البحرى خلال العصور الفرعونية،ويقع تل الربع على مسافة 25كم جنوب شرق المنصورة وغرب موقع صان الحجر بنحو 50كم ويبعد عن بهبيت الحجارة شرقا بنحو 35كم ،وكانت"منديس"مقر عبادة السمكة(حات محيت)فى عصور ما قبل التاريخ،وتصور بهيئة سيدة يعلو رأسها سمكة الدولفن وكانت تعرف ب( تا – محيت) بمعنى موطن أو إقليم السمكة،كما كانت مقرا لعبادة الإله (أمون – رع )فى صورة الكبش المقدس(خنوم)برأس كبش وجسم أدمى وأطلق عليه( با – نب – جد )بمعنى روح سيد جدت خلال العصور الفرعونية،ولازالت أطلال معبد الملك( أمازيس) أحمس الثانى(578-525ق.م) خير شاهد على عظمة وأهمية منديس إبان عصر الأسرة 26،ولازال الناووس"قدس الأقداس"للمعبد قائما فى مكانه من كتلة واحدة من الجرانيت الوردى بإرتفاع 7 أمتار تغطيه الشروخ.