عظماء الطرب يغنون للسد العالي.. العندليب الأسمر: «قلنا هنبني» وكوكب الشرق تغني للسد العالي في حضور السفراء وكبار رجال الدولة

* السد العالي يلهم الشعراء والمطربين للغناء احتفالا بالمشروع العملاق
* الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حاضرًا في معظم أغاني السد
مع بداية الستنيات من القرن الماضي، وبالتحديد في 9 من يناير من عام 1960 كان القرار الجريء للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ببناء السد العالي ووضع حجر الأساس لهذا الصرح العملاق، احتشدت مصر وراء زعيمها بكل طوائفها لتحقيق الحلم الذي طالما حلم به الشعب مع قائده هو بناء السد العالي، ولمدة عشر سنوات كان ثلاثون ألف عامل يصلون الليل بالنهار لاستكمال العمل، ومعهم مهندسون وخبراء ومعدات لامثيل لها تتوافد علي مكان الصرح العملاق.
وفي خضم هذا الحماس الشعبي والرسمي وحتى يكتمل تشييد السد العالي انخرط الفن المصري بكامل أدواته من أجل التعبئة العامة والهاب الحماس وإذكاء الهمم لبناء هذا الصرح التاريخي العظيم، فقد تسابق الكل من أجل تقديم أجمل الأغاني الحماسية والوطنية الصادقة كتعبير حي عن الفرحة والفخر لاستكمال جميع مراحل البناء.
مواهب الشعراء والملحنين والمطربين التهبت من أجل تسجيل تلك اللحظة التاريخية، فظهرت في تلك الفترة مجموعة كبيرة من الأناشيد والأغنيات تتغنى بالسد وتعدد مزاياه وفوائده فقد تميزت أغنيات السد العالي التي قدمها مطربو مصر بموسيقى وألحان جذابة وقريبة من القلب، ما جعلها تنال شهرة واسعة في وقتها، ولا تزال تتردد ليومنا هذا، خاصة أن صناع هذه الأغاني من شعراء وملحنيين وضعوا مشاعرهم وقناعاتهم بالثورة ومبادئها في نغمات وإيقاعات شعبية قريبة من القلوب والآذان العربية.
وكانت البداية مع صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، حيث كانت أول من افتتح الحفل فغنت نشيد (قصة السد العالي) من كلمات الشاعر عزيز أباظة والحان الموسيقار رياض السنباطي، والذي كان مطلعه (كان حلمًا وخاطرًا واحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا)، واستقبل الجمهور هذه القصيدة بحماس منقطع النظير فقد داعبت لديه شعوره بالفخر والعزة والكرامة في حضور هذا الجمع الرسمي فقد حضر تلك الحفلة السفراء العرب والاجانب وكبار رجال الدولة المصرية وعلي راسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
ثم جاء صوت العندليب الأسمر وهو يتغنى باروع ما كتب له الشاعر صلاح جاهين في اغنية (بستان الاشتراكية ) فعندما بدا الغناء بمقطع (حول وافرش مندلك الاخضر عالرملة حولها جدوال ومعامل وحياة كاملة حولنا وطولنا املنا بايدينا العاملة حول علي فوق زي السد ما طالع علي فوق الخير بيجيب الخير والفرحة دي كانت شوق) حيث تعالي التصفيق بحماس شديد واستعاد الجمهور مطقع الاغنية لاكثر من مرة كما تغني العندليب بناء علي رغبة عمال السد اغنيته الشهيرة (حكاية شعب )و (قولنا هنبني وايدينا بنينا السد العالي ) واستمر في غنائها اكثر من نصف ساعة وسط تجاوب وحماس الحضور الذي كان يطالبه بتكرار المقاطع خاصة كوبلية (ضربة كانت من معلم.. خلت الاستعمار يسلم).
ثم تغنت الفنانة الثورية فايدة كامل باغنيته الحماسية (اجري وسيل يا نيل ) التي يقول مطلعها (اجري وسيل علي الرمل يا نيل واجري يا نيل من هنا لهناك أرض الصحرا)، حيث تجاوب معها الجمهور وبداوا في التصفيق والمشاركة بترديد مقاطع الأغنية التي كتبها الشاعر مصطفى عبد الرحمن ولحنها عبد العظيم محمد.
ثم كانت أغنية نجاة الصغيرة والتي لحنها لها الموسيقار محمد عبد الوهاب وقام بكتابة كلماتها الشاعر حسين السيد بعنوان (وفينا العهود وفينا) والتي تقول كلماتها (قالوا ياما قالوا السد ده مستحيل وتاريخنا يقول إننا واخدين على المستحيل حطينا إيدنا في إيد بعض وقلنا هيلا هيلا)، ثم تغنت بأغنية أخرى من كلمات صالح جودت وألحان بليغ حمدي، والتي تقول فيها (حود من هنا يا حبيب قلبنا يا نيل يا أبو العجايب يصونك ربنا).