قال الكاتب الصحفي الكبير جهاد الخازن، مستشار التحرير بجريدة الحياة اللندنية، إن "الرئيس التركي السلطان رجب طيب أردوغان دمر القسط البسيط من الديموقراطية الذي نعمت به بلاده على مدى عقود"، واتهم الخازن الرئيس التركي بأنه "مسؤول بسياساته الخرقاء عن عمليات إرهابية لم تعرف تركيا مثلها على امتداد عقود". وأوضح الكاتب الكبير، خلال عموده "عيون وآذان"، الذي حمل عنوان: "أردوغان يفشل في مواجهة الإرهاب": "أحاول ترك رجب طيب أردوغان فلا يتركني وهناك كل يوم خبر عن إرهاب في تركيا يستهدف مواطنين أو زوارًا ليست لهم علاقة بالرئيس السلطان الذي دمر القسط البسيط من الديموقراطية الذي نعمت به بلاده على مدى عقود، أحمِّل أردوغان وتطرفه المسؤولية عن الإرهاب". وأبرز الخازن الهجمات التى وقعت في تركيا مؤخرا: "قُتِل سياح في مطعم وملهى ليلي في إسطنبول، غالبيتهم من العرب. لماذا تدفع أم سعودية أو لبنانية بدم ابنها ثمن أخطاء أردوغان وخطاياه؟ ، قُتِلَ السفير الروسي في أنقرة اندريه كارلوف، وقاتله كان شرطيًا تركيًا هتف وهو يطلق الرصاص: تذكروا حلب!، قُتِلَ 44 متفرجًا في ملعبي كرة قدم في إسطنبول، وأعلن أكراد المسؤولية عن انفجارَيْن فيهما، قُتِل 30 شخصًا في حفلة زفاف، وترجَّح مسؤولية داعش عن هذا الإرهاب، حاول أكراد مهاجمة قاعدة عسكرية تركية وقتلهم جنود أتراك، هجوم لداعش في مطار أتاتورك في إسطنبول أدى الى موت 41 شخصًا، هجوم انتحاري كردي في أنقرة أسفر عن مقتل 37 شخصًا، هجوم على قافلة عسكرية في أنقرة انتهى بموت 28 شخصًا"، وأضاف: "ما سبق من أوراق أحتفظ بها في مكتبي، ولعل عمليات إرهابية أخرى وقعت السنة الماضية وأضعت تفاصيلها. أدين كل إرهاب وأنتصر لشعب تركيا وللسياح الزائرين، ثم أدين رجب طيب أردوغان، فهو مسؤول بسياسته الخرقاء عن عمليات إرهابية لم تعرف تركيا مثلها على امتداد عقود من عملي في الصحافة". وتسأل: "كيف يواجه رجب طيب أردوغان موجة الإرهاب التي تعصف ببلاده؟ يتهم الداعية فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا. غولن متَّهَم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في تموز (يوليو) الماضي، والحكومة التركية تطالب الولاياتالمتحدة بتسليمه من دون تقديم أدلة قاطعة ضده. هل دبر أردوغان محاولة الانقلاب لتدمير المعارضة، وفرض نظام رئاسي يقوده وحده؟ لا أتهمه لأنني لا أملك أدلة ضده، فلست من نوعه لأتهم كل معارض بالإرهاب، ولكن أقول إن سياسته مسؤولة مع الإرهابيين عن الأعمال الفظيعة المتكررة في بلاد كانت تسير ببطء في طريق الديموقراطية، أردوغان اعتقل أو سجن ألوف المدنيين الأتراك ممَن لا علاقة لهم إطلاقًا بغولن أو الإرهاب. هو عزل قادة الجيش وأركان القضاء والجامعات وغيرها الذين لا يؤيدونه. الطبقة الوسطى في تركيا تعاني ولا معين". وتابع: "أقرأ أن أردوغان كان عقد حلفًا أو هدنة مع داعش، أو تلك الدولة الإسلامية المزعومة، ولا أرى هذا وإنما أرى أنه غضّ الطرف عن تنظيم داعش وإرهابه لأن التنظيم ضد النظام السوري الذي يعارضه أردوغان. الآن داعش متهم بإرهاب بعد إرهاب في تركيا، فماذا سيفعل أردوغان؟ لن أقول إنه نجح أو فشل، وإنما أنتظر أن أرى نتائج عمله على الأرض لأحكم له أو عليه. من ناحية أخرى، انتصر للأكراد في كل بلاد الشرق الأوسط حيث يقيمون، في تركيا والعراق وسورية وإيران، وأتمنى أن أعيش لأرى لهم دولة مستقلة. أردوغان يطارد الآن الحزب الذي يمثلهم في البرلمان، ويسجن أعضاء ويهدد آخرين، والنتيجة أن الاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، الذي أتهمه بالإرهاب، سقط وأصبحنا نتابع يومًا بعد يوم عمليات إرهابية كردية، مرة أخرى أردوغان مسؤول قبل أي طرف آخر عن الإرهاب في تركيا، وعليه أن يبحث عن حلول لا أن يركب رأسه ويهدد ويفشل مرة بعد مرة".