أعلنت الأممالمتحدة ووزارتا العدل والتعاون الدولي بالسودان، بدء برنامج لتعزيز سيادة القانون في دارفور، وذلك بهدف دعم مؤسسات سيادة القانون وآليات معالجة القضايا المتعلقة بالأراضي. وذكر بيان مشترك لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي وحكومة السودان، اليوم الثلاثاء، أن الهدف الأساسي من البرنامج، هو التعرف على الممارسات الجيدة التي يمكن تكرارها، أو الثغرات التي ينبغي معالجتها عبر تقديم الخبرة التقنية والدعم. وأفاد البيان بأن قوات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي بدارفور "يوناميد" ستدعم من خلال هذه الأنشطة جهود المحافظة على الاستقرار في المناطق والمساهمة في حماية المدنيين، بما في ذلك العائدين من السكان، بجانب تسهيل إنفاذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، لافتا إلى الأثر الكبير الذي سيحدثه إنزال البرنامج الى أرض الواقع. وأضاف أن يوناميد ستساهم بالعمل مع السلطات الوطنية في رصد وتقييم وتعزيز قدرات قضاة المحاكم الريفية، من أجل حل النزاعات على الأراضي والتوسط فيها.. موضحًا أن البرنامج يعمل على توفير الدعم القطري التشغيلي المشترك، في مجالات الشرطة والعدالة والسجون في مرحلة ما بعد الصراع وأوضاع الأزمات الأخرى. وأكد البيان أن "البرنامج المشترك يهدف لسيادة القانون وإرساء أسس السلام والتنمية المستدامة من خلال تعزيز مؤسسات سيادة القانون وتمكين أصحاب الحقوق وتعزيز آليات معالجة القضايا المتعلقة بالأراضي في دارفور". وأشار البيان إلى أن البرنامج يعد بالغ الأهمية بالنسبة لإقليم دارفور، لأنه يعكس أحد أوجه الانتقال نحو الانتعاش والتنمية، حيث تم وضعه عقب مشاورات واسعة مع الحكومة السودانية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأممالمتحدة على كافة المستويات. من جانبها، قالت المنسقة المقيمة للشئون التنموية والإنسانية، مارتا رويدس، خلال مخاطبتها حفل تدشين البرنامج إنه "من خلال تعزيز حقوق الإنسان وقدرة الوصول للعدالة المجتمعية، فإننا نمكن الفئات الفقيرة والضعيفة من المطالبة بحقوقهم ونزيد من احترام حقوق الإنسان". وأضافت "سيمثل البرنامج المشترك أول انتقال منظم من بعثة لحفظ السلام إلى الفريق القطري للأمم المتحدة، علاوةً على ذلك، فإنه لم يسبق أن تضامن مثل هذا العدد من منظمات الأممالمتحدة في برنامج واحد لسيادة القانون، كما فعلت الآن، ما يجعل من هذا التضامن نموذجًا للكيفية التي تستطيع من خلالها منظمات الأممالمتحدة العمل معًا بصورة أفضل". من جهته، أكد وزير التعاون الدولي السوداني عثمان أحمد واش، خلال الحفل، أن البرنامج يرسي دعائم قوية للسلام المستدام ويعكس الملكية الوطنية ويخلق إحساسا قويا بالشراكة والتنسيق بين الأممالمتحدة والحكومة وبين منظمات الأممالمتحدة وأصحاب المصلحة الآخرين، قائلًا: "يعتبر البرنامج ركيزة أساسية للاستقرار الاجتماعي حيث يضمن تمكين المرأة من أجل تنمية المجتمعات المحلية والفئات الضعيفة". يذكر أن البرنامج يضم عشر من منظمات الأممالمتحدة، هي :برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، صندوق الأممالمتحدة للطفولة، صندوق الأممالمتحدة للسكان، برنامج الأممالمتحدة للمرأة، منظمة الأممالمتحدة للتعليم والعلوم والثقافة، برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، مكتب الأممالمتحدة لخدمات المشاريع، منظمة الأغذية والزراعة، مفوضية الأممالمتحدة للاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، بجانب يوناميد، تحت مظلة منسقية الأممالمتحدة العالمية للشرطة والعدالة والمؤسسات الإصلاحية. وتم إنشاء البرنامج تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم "2296" في العام 2016 الذي طلب نقل بعض المهام الموكلة ليوناميد، والمتعلقة بتعزيز سيادة القانون في دارفور فضلا عن بناء قدرات الشرطة والمؤسسات المحلية الأخرى، إلى فريق الأممالمتحدة القطري بالسودان.