* نزلاء دار "أهالينا" للمسنين * الدار توفر لنا معيشة آدمية ومعاملة كريمة * حياتنا هنا أحسن 100 مرة من اللى كنا فيه * تأقلمنا مع ظروفنا وراضيين بحالنا الحمد لله العناية بكبار السن واجب أساسيّ ورئيسيّ على مختلف الصعد والنواحي، خاصة بعدما أفنوا زهرة شبابهم في رعاية أبنائهم، وتربية جيل كامل، وغرس القيم الحميدة في نفوسهم، وقد تتباين ظروف كل منهم للإقامة بدور للمسنين، ومنها قد تكون هروبا من تفاقم الأزمات مع ذويهم ، وتأقلموا مع حياتهم الجديدة بل إن بعضهم أكد أن المعيشة بدار المسنين أفضل كثيرا من الظروف التي مروا بها فيما قبل. تجولت عدسة " صدى البلد" داخل دار أهالينا بحى الطالبية – هرم ، ورصدت أحوال بعض المسنين الذين إضطرتهم ظروفهم الحياتية للعيش بدار المسنين ، حيث تعددت أسبابهم للعيش بدار للمسنين، قد تتعلق بظروف خاصة بالإنفصال مع زوجاتهم وتفاقم الأزمات بينهم وهو ما إضطرهم للجوء لدار المسنين، أو أخرى تتعلق بأنهم وجدوا بدار المسنين مكانا يحتمون به هروبا من أزمات تتعلق بضوائق مادية وحياتية. فى البداية ، يقول عادل الغندور، والذى يبلغ من العمر 62 عامأ : تقاعدت من عملى كمدير لوزارة التربية والتعليم منذ عامين ، وتعرضت لأزمات عديدة منذ 3 سنوات ، تمثلت بتعرضى لإنسداد بشرايين القلب ، وهو ما استدعى نقلى للمستشفى خضعت وقتها خلالها لعمليات، مشيرأ إلى أن زوجته لم تقف بجانبه وقت مرضه ولم تزره سوى مرة واحدة طيلة الشهور التى قضيتها بفترة مرضى بداخل المستشفى، مضيفا "قمت بتطليقها بعد ذلك الموقف الوضيع من جهتها وعدم سؤالها على طيلة تلك الفترة. متابعا : حدثت عدة أزمات بينى وبين عائلتها قاموا على إثرها بطردى من الشقة، هو ما دفعنى للتفكير للإقامة بداخل دور المسنين ، خاصة إنى لم يرزقنى الله بالذرية، حتى أقوم بالعيش مع أحد أبنائى، مختتما :" العيشة هنا فى الدار حلوة ، ومعاملتهم كويسة معانا، إحنا فاصلين عن المشاكل كلها بالعيشة هنا". ويضيف محيي الدين حسن، والذى يبلغ 56 عامأ ، والذى كان يعمل موظفأ بالسكة الحديد ، وله من الأبناء ثلاثة فتيات " بدأت فترة إقامتى بالدار منذ شهور ، وسبب إقامتى هنا ترجع لإصابتى بأمراض متفاقمة تمثلت بتركيبى لجهاز منظم لضربات القلب نظرأ لتعرضى لأزمات قلبية مررت بها مؤخرأ. فضلأ عن إصابتى بكسر فى الحوض، تقاعدت بالمنزل على إثرها لعجزى عن العمل بظروفى المرضية العصيبة التى أصابتنى، مشيرأ إلى أنه منذ تلك الحادثة ، والأزمات تتفاقم بينى وبين زوجتى لعدم قدرتى على الوفاء بمصاريف المنزل ، إلى أن وصلت النزاعات ذروتها بالطلاق. مضيفأ "بعدما طلقت زوجتى، مكنش عندى بديل غير إنى أسكن فى بيت للمسنين بدل ما أقعد فى الشارع أو أضايق حد من إخواتى وأعيش معاه " ، متابعا " مرتاح جدا بإقامتى فى الدار، مشيرأ إلى أن معاشه الشهرى يبلغ 1200 جنيه ، يدفع منه 800 جنيه شهريأ متضمنة الإقامة ووجباته الغذائية الثلاث، وما يتبقى يقوم بإرساله لبناته الثلاث، وقال: "العيشة هنا تمام وربنا يديم عليا نعمة الرضا اللى أنا فيها".