اعترفَت منظمة الصحة العالمية اليوم بالتخلص من التراخوما كمشكلة صحية عامة في المغرب. ويعد التراخوما هي أهم مرض معدٍ مسبِّب للعمى في جميع أنحاء العالم وتنتقل عن طريق التَماس مع نجيج العين والأنف من المصابين بالمرض، لا سيَّما صغار الأطفال، وتصيب التراكوما السكان في 42 بلدًا، وهي مسؤولة عن العمى أو ضعف البصر في حوالي 1.9 مليون شخص. "واوضحت المنظمة في بيانها اليوم علي لسان الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، إن هذا إنجاز مثير للإعجاب في مجال الصحة العامة للمغرب"، مضيفة أن قوة الإرادة السياسية والتعليم والتوعية وترصُّد الأمراض، وبمشاركة المجتمع المحلي يمكن هزيمة المرض المسبِّب للوهن. واضاف البيان"بدأ المغرب في تسعينات القرن الماضي تنفيذ استراتيجية أقرّتها منظمة الصحة العالمية ومعروفة بالاسم المختصر SAFE، والاستراتيجية تَضُم مجموعةً شاملة من التدخلات من بينها جراحة إزالة الشعرة (النمو غير الطبيعي للرموش تجاه العين) – وهي المرحلة المسبِّبة للعمى، وإعطاء المضادات الحيوية لعلاج العدوى، والحفاظ على نظافة الوجه، وتحسين البيئة للحدِّ من انتقال العدوى حيث أُجريَت العمليات الجراحية لعلاج آلاف المصابين في أقاليم الرشيدية، وفكيك، وورزازات، وطاطا، وزاكورة، وعالج العاملون الصحيون غالبية المصابين بالمضاد الحيوي الأزيتروميسين الذي تبرَّعت به المبادرة الدولية لمكافحة التراخوما. ومن جانبه قال الدكتور الحسين الوردي، وزير الصحة المغربي. "إن توافر الأزيتروميسين قد حفّز أنشطة المكافحة، وبإشراك المجتمعات المحلية وحشد العاملين الصحيين تمكنّا من الوصول إلى كل فرد تقريبًا سواء في القرى أو المدارس" . وتابع البيان قائلا" كما أفادت ثمانية بلدان، حتى الآن، أنها حققت الأهداف المتعلقة بالتخلّص من المرض، وشرَعَت معظم البلدان المتوطِّنة فيها التراخوما في تعجيل تنفيذ استراتيجية SAFE لتحقيق أهدافها في القضاء على المرض بدعم من "تحالف منظمة الصحة العالمية من أجل التخلص من التراخوما في العالم بحلول عام 2020، وفي عام 2015، تلقَّى أكثر من 185 ألف شخص مصاب بالشعرة الجراحة التصحيحية في جميع أنحاء العالم، حيث تم علاج 56 مليون شخص بالأزيتروميسين. ولفتت المنظمة ان العام في حاجة إلى مليار دولار أمريكي من أجل توسيع نطاق الأنشطة ومواصلتها حتى حلول عام 2020، من أجل التخلُّص من هذا المرض كمشكلة صحية عامة. وفي ذات السياق أشاد الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط موضحا ان المغرب اسهمت إسهامًا كبيرًا في تحقيق هدف المنظمة المنشود في التخلص من التراخوما في العالم". وأضاف "إن هذا النجاح في المغرب يعطينا الأمل في إماكنية تحقيق إنجازات مماثلة في إقليمنا من أجل التخلص من أمراض المناطق المدارية المهملة." وتجدر الاشارة الي انه في عام 2015، أقرّ "الفريق الاستشاري الاستراتيجي والتقني لمنظمة الصحة العالمية المعني بأمراض المناطق المدارية المهملة" عمليات معيارية للتأكُّد من النجاح من التخلص من المرض والاعتراف بذلك لجميع أمراض المناطق المدارية المهمَلة المستهدف التخلص منها، أو التخلص من انتقال العدوى بها، أو التخلص منها كمشكلة صحية عامة، وقد عُرِّفَت هذه العملية للأمراض المستهدف التخلص منها كمشكلة صحية عامة "بالتحقق من الصحة".