أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ما يثير القلق بشكل أكبر لدى الإسرائيليين بشأن إيران لا يكمن في المخزونات الإيرانية المتزايدة من اليورانيوم المخصب أو في التطوير المعقد لأنظمة إيران الصاروخية، ولكنه يكمن في التهديدات بالإبادة المنبثقة من قبل القادة الإيرانيون ضد الإسرائيليين. ولفتت الصحيفة الأمريكية في عددها الصادر اليوم "السبت" إلى تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بوجود إسرائيل يمثل "إهانة للبشرية جمعاء"، وإلى تصريح آخر للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بإنه "يجب على كل من يحب الحرية والعدالة أن يسعى جاهدا لإبادة الكيان الصهيوني"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تشكل ورما سرطانيا في المنطقة يجب العمل على إزالته". وأشارت الصحيفة إلى أن إيران قد تشن هجوما مضادا بالصواريخ ضد إسرائيل، موضحة أنه سبق وانطلق أكثر من خمسين ألف صاروخ ضد إسرائيل من جنوب لبنان، ومن قطاع غزة، فضلا عن ما وصفتها -الصحيفة- ب"الهجمات الإرهابية" التي تستهدف الإسرائيليين حول العالم، كما وقع في بلغاريا الشهر الماضي. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في وجه التهديدات الإيرانية التي وصفتها بأنها الأكثر "ضراوة" منذ الإبادة الجماعية من قبل ألمانيا النازية، في إشارة إلى أنها قضت على ستة ملايين يهودي، موضحة أن هناك 6 ملايين يعيشون في إسرائيل هذه الأيام. وحذرت واشنطن بوست من مرور الوقت بالنسبة لإسرائيل، خاصة وأن المحادثات الأخيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني في كل من إسطنبول وبغداد وموسكو قد فشلت فشلا ذريعا، مشيرة إلى أن الإيرانيين يتعاملون بازدراء مع مبدأ المفاوضات، ويعتمدون على إستراتيجية من شأنها كسب الوقت للحصول على القنبلة النووية. وبناء على ذلك، نسبت الصحيفة إلى أنطوني كوردسمان، وهو محلل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، اقتراحاته بشأن مايتعين فعله من قبل إسرائيل التى يقول فيها "ينبغي إنهاء والحد من أي غموض متعلق بالخطوط الحمراء "النوايا" الأمريكية بشأن النووي الإيراني"، بل وتحديد موعد نهائي للمفاوضات الدولية بهذا الشأن، فضلا عن إقناع إيران بأن البديل الوحيد لعدم تخليها عن طموحها النووي هو توجيه ضربة جوية استباقية ضد منشآتها النووية. وأكدت الصحيفة على أنه في حال بقى الحال كما هو عليه، فإن العالم سيحيا في ظل تهديد الابتزاز النووي من قبل نظام وصفته وزارة الخارجية الأمريكية بأنه يشكل "أكبر مصدر للارهاب في العالم"، أو أن إسرائيل المحفوفة بالمخاطر، مع قدراتها الأكثر محدودية، ستوجه ضربة جوية استبقاية ضد إيران، من المرجح أن تبوء بالفشل، وتتسبب في إندلاع حرب إقليمية. واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرها، بقول كوردسمان إن "جميع الخيارات سيئة ولكن عدم القيام بشىء ما هو أسوأ، فبقاء الحال على ما هي عليه بشأن النووي الإيراني ليس من شأنه أن يمنع حربا وشيكة محتملة في المنطقة.