رحب الاتحاد الأوروبي بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا جديدا للبنان بعد فراغ رئاسي دام حوالي 29 شهرًا. وفي بيان صدر اليوم الاثنين عن مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، رأت أن هذا الحدث بالغ الأهمية نظرًا لحجم التحديات التي يواجهها لبنان. واعتبرت موجيريني في بيان نشرته خدمة العمل الخارجي الأوروبي "إياس" اليوم - أن انتخابات اليوم تفتح الطريق أمام جميع الأحزاب السياسية في لبنان للانخراط بحوار بناء، حيث "يتعين تقاسم المسؤولية لمعالجة الأزمة المؤسساتية التي طال أمدها، وكذلك معالجة احتياجات المواطنين اللبنانيين". وأعربت المفوضة الأوروبية عن استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للبنان في كل المجالات، وبشكل خاص في مسألة إدارة أزمة اللاجئين. وشددت على تمسك الاتحاد بوحدة الأراضي اللبنانية مشيرة إلى أن الالتزام بالأسس الدستورية واتفاق الطائف مسألة حاسمة بالنسبة لمستقبل الحكومة الجديدة والتي سيتعين عليها ضمان الاستقرار في البلاد. ولفتت موجيريني النظر إلى أن الانتخابات البرلمانية اللبنانية القادمة في 2017 ستمثل استحقاقًا هامًا للبلاد، ونقطة فارقة في تاريخه الديمقراطي. وأبدت استعداد الاتحاد لإرسال بعثة مراقبة انتخابات إذا طلبت السلطات ذلك. كما أثنت المسؤولة الأوروبية، في ختام بيانها، على الدور الذي قام به رئيس الوزراء الحالي تمام سلام خلال فترة الأزمة المؤسساتية، وكذلك على دور القوات المسلحة وأجهزة الأمن قائلة إن "لبنان أثبت قدرته على الصمود في الظروف الصعبة، وقد كان الاتحاد الأوروبي وسيظل إلى جانبه". ويولي الاتحاد الأوروبي كثيرا من الأهمية لحفظ الاستقرار في لبنان بالنظر إلى المحيط المضطرب الذي يعيش فيه هذا البلد، بالإضافة إلى العبء الذي يشكله اللاجئون السوريون على توازنه السكاني ومرافقه العامة. وقد انتخب العماد عون بعد جولتين من التصويت عقدتا في البرلمان اللبناني اليوم، منهيًا بذلك حالة فراغ مؤسساتي وشلل في الدولة اللبنانية استمر وقتًا طويلًا. ويؤكد مراقبون أن انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في لبنان لم يختلف عن باقي الانتخابات الرئاسية اللبنانية التي تتم عادة بتوافقات إقليمية ومباركة دولية.