رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الاربعاء أن الشعب السوري أصبح يحمل مزيجا من المشاعر المناهضة تجاه واشنطن وينظر إليها بعين الريبة والاستياء، حيث إنها لم تتدخل هى أو الغرب فى وقف حمامات الدماء فى البلاد. وأشارت إلى أن هذه المشاعر قد تكون لها عواقب وخيمة على سوريا والمنطقة في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وقالت الصحيفة "إنه بعد مرور نحو 17 شهرا على اندلاع الانتفاضة السورية، لا يزال هذا البلد الممزق ينزلق أكثر من أي وقت مضى إلى أتون صراع شامل، فيما لا تلوح في الأفق أي نهاية". وأضافت أن رغبة الثوار وشخصيات المعارضة السورية لا تكمن في إجراء تدخل عسكري مباشر، بل تكمن في مطالبتهم مرارا وتكرارا بإقامة منطقة حظر جوي على غرار الجهود التي ساعدت الثوار الليبيين في الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي، فضلا عن الحصول على إمدادات من الأسلحة الثقيلة لمواجهة القوة العسكرية المتفوقة للنظام القمعي. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الثوار السوريين قوله "إنه في الوقت الذي سيسقط فيه النظام لن ينسى السوريون مطالبهم التي لم تلق أى اهتمام من جانب الغرب، مشيرا إلى أن واشنطن ستدفع ثمن هذا وستخسر صداقة الشعب السوري الذي لن يثق بها بعد الآن". كما نقلت عن محللين قولهم "إنه ليس من الواضح ما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد اتخذت أى إجراء فعلي من شأنه مساعدة المعارضة السورية، لافتة إلى أن واشنطن تدرك ما يتعين عليها عمله في هذا الشأن"، وذلك في إشارة إلى الجدل الدائر داخل أروقة البيت الأبيض فيما إذا كان من الحكمة تكثيف الدعم للثوار أم لا، خاصة أن الجهود المبذولة لتشجيع التوصل إلى حل دبلوماسي من خلال الأممالمتحدة قد باءت بالفشل.