وسط حالة من السعادة والفرحة، يحتفل ما يقرب من مليون مسلم ومسيحى اليوم، الخميس، بالليلة الختامية لرحلة العائلة المقدسة على أرض جبل الطير بمركز سمالوط شمال المنيا، ويعلنون التحدى للإرهاب ويرسلون رسائل للحب والسلام بين عنصرى الأمة لكل العالم. قال القس داود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط، إن كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية وكنيسة هروب العائلة المقدسة هما المكان الذى اختبأوا به طيلة بقائهم بالمنطقة قبل استئناف رحلتهم إلى منطقة درونكة بأسيوط، وتوجد مغارة محفورة فى حضن الجبل اختبأت فيها العائلة المقدسة وقت هروبها إلى مصر. وأضاف ناشد أن الكنيسة تعود إلى القرن الرابع الميلادى وقد بنتها الملكة هيلانة، والكنيسة منذ إنشائها أصبحت مزارا للملايين، وهي تقع على جبل معروف بين الناس باسم جبل الطير، حيث إن التقليد القبطى يقول إنه وقت مرور العائلة المقدسة كادت صخرة أن تقع فسندها الطفل يسوع بيده، كما أن الجبل معروف بجبل الطير، وذلك لأنه كان موطن هجرة آلاف الطيور البيضاء الهاربة من شتاء أوروبا. وذكر القس ثائوفيلوس، راعى الكنيسة ومسئول الدير، أنه لكى تصل للكنيسة هناك سلم من حوالى 127 درجة، ورغم وجود طريق للسيارات إلا أن الكثير من الزوار يفضلون الصعود عليه للوصول للكنيسة الأثرية وكنيسة هروب العائلة المقدسة المحفورة فى الجبل، كما تم تعمير الدير فى عهد الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، حيث وصل عدد الكنائس إلى سبع. وقال مسئول الدير إن الاحتفالات تستمر أسبوعا وتنتهى بعيد الصعود، ويقيم الزوار طيلة الأسبوع فى المكان، ولا تستطيع أن تفرق بين الزوار المسيحيين والمسلمين الذين اعتادوا على التبرك من المكان والاحتفال به كل عام، فهو أكبر دليل على النسيج المصرى الواحد دون أى مبالغات. وأجمع كثير من الزوار على أن هناك بعض العادات باعتبارها نذور يوفونها لاستجابة الله بشفاعة السيدة العذراء لمطالبهم، فقد تجد البعض وهو الأغلب يحضرون الماعز ويذبحه وتسليمه إلى الكنيسة إيفاءً لنذر معين وتقوم الكنيسة بدورها بتوزيعه على الفقراء من روادها، ويوجد أيضا من يقوم بدفع عشوره من أمواله طيلة العام، وقد تصل أمور النذور إلى الدير سيرا على الأقدام والبعض من النساء تقوم بتنظيف درجات الصعود إلى الكنيسة الأثرية بشعر رأسها أو ملابسها وعددها 127 درجة سلم حجرى. كان اللواء طارق نصرن محافظ المنيا، زار منطقة "جبل الطير" والتى تشهد احتفالات ذكرى رحلة العائلة المقدسة، حيث قدم المحافظ التهنئة للأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، والأقباط بهذه الذكرى الغالية على نفوس كل المصريين. كانت المحافظة أنشات غرف عمليات الوحدات القروية الواقعة بنطاق مركز سمالوط، وعدد من مديريات الخدمات المنوط بتلك الاحتفالية والتى عملت على مدار 24 ساعة. وأوضح المحافظ أن تلك المناسبة تلقى الأضواء على الأماكن الأثرية الدينية المتواجدة داخل المحافظة، ومدى عمق الحضارة والتاريخ على أرض محافظة المنيا التى تعطى مثالًا للوسطية والاعتدال والتسامح على مر التاريخ.