علقت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية على آخر تطورات الأوضاع في سوريا، متسائلة عن الدور الذي يجب أن تلعبه الولاياتالمتحدة لتسوية الأزمة السورية، ومدى تأثر مصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط في حال الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وانتقدت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- آراء كبار السياسين الامريكيين واعتقادهم بأن واشنطن ليس عليها التدخل لحل الازمة السورية. وشددت على أن الولاياتالمتحدة لديها مصالح فى ضمان إرساء الاستقرار في دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط كسوريا، نافية أن تكون المصالح الامريكية تتلخص فقط في ضمان تأمين ترسانة الاسلحة النووية والكيمائية التى بحوزة نظام الاسد. وتساءلت الصحيفة الأمريكية عن كيفية تمكن الولاياتالمتحدة من تسوية الازمة السورية على الرغم من حالة "الجمود" فى المجتمع الدولى ورفض ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما دعم المعارضة السورية وإمدادها بالاسلحة. وطرحت الصحيفة الامريكية عدة اقتراحات منها وقف ابرام الصفقات الامريكية السرية الرامية للاطاحة بنظام الاسد مع كل من تركيا والسعودية وقطر، مؤكدة ان واشنطن تقضى بذلك على قوة دولة فى سبيل تعزيز قوى اخرى فى المنطقة. ورأت صحيفة (واشنطن بوست) الامريكية ان من مصلحة الولاياتالمتحدة مد يد العون إلى سوريا وقيادة البلاد نحو مستقبل مستقر من اجل عدم تناقض التصريحات الامريكية المنادية بارساء الديمقراطية فى منطقة الشرق الاوسط مع الاجراءات التى تتخذها على ارض الواقع. وأعادت الصحيفة إلى الاذهان الاستراتجية التى يتبعها النظام السوري على مدى العقود الماضية من قمعه لاى نوع من انواع المعارضة وبسط سيطرته على كافة مؤسسات وهيئات الدولة فضلا عن دعمه لإيران وحزب الله فى لبنان وسماحه باقامة "ساحة تدريب" للحرس الثورى الايرانى داخل الاراضى السورية. وأضافت الصحيفة الأمريكية ان بشار الاسد ووالده -حافظ الاسد- الذى حكم سوريا أيضا، كان من أولوياتهما بسط سيطرتهما على البلاد وقمع اى صوت معارض لهما باى شكل من الاشكال. وأشارت إلى انه لا يوجد بديل للاسد فى الوقت الحالى يتمكن من ادارة شئون البلاد فى حال الاطاحة بالرئيس السورى. ورأت الصحيفة ان سوريا لن تتمكن من تكرار النموذج التونسي أو المصرى أو اليمنى أو حتى الليبى، مشيرة إلى صعوبة تشكيل حكومة انتقالية لتسير العمل فى سوريا وسط موجة الانشقاقات الواسعة فى سوريا وغياب الرموز الرائدة التى بامكانها تولى مقاليد الحكم ، لافتة إلى قلة عدد الأحزاب السياسية المنظمة فى سوريا.