ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، سؤال تسأل صاحبته "أمي تفضل أخي عليّ فكنت أغلظ لها القول فهل هذا حرام؟ ونصحت اللجنة فى ردها على الفتوى، السائلة بأن تتقى الله وتحذر غضب الله ونقمته، فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر، سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الكَبَائِرِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ"، وقال صلى الله عليه وسلم "وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ". كما نهى القرآن عن قول أف لهما، فقد قال الله تعالى " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"، فما بالك وأنت تتعدى على أمك بالضرب حينا. وأضافت اللجنة، أنه إذا كانت الأم أخطأت بالتفضيل بينك وبين أخيك، فإن فعلتها ليس مبررا أبدا لإجرامك وعقوقك، فقد ذكر القرآن الوالدين الذين يأمران ولدهما بالكفر، وليس بعد الكفر ذنب، ومع هذا أمر القرآن الولد بالمصاحبة بالمعروف قال الله تعالى " وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا". وناشدت اللجنة، السائلة بالتوبة الصادقة، وتأديب نفسك، واحترام أمك، فإن كان ثمة اعتراض على فعلها، فليكن بتلطف وأدب، دون إساءة، والله عز وجل من يحاسبها على التفريق بينك وبين إخوتك، ولتعلم أن الجزاء من جنس العمل، فإن كنت عاقا، فستنل عقوبتك وسترى عقوق أبنائك لك بدنياك قبل أن تحاسب بآخرتك، إن لم تستقم، قال صلى الله عليه وسلم " «الْبِرُّ لَا يَبْلَى، وَالْإِثْمُ لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ، فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ»