* السينما ترصد تعذيب الأطفال اليتامى * نجمة إبراهيم ونعيمة الصغير "بلا قلب" فى فيلمى "جعلونى مجرما" و"العفاريت" * "الغابة" و"الأبرياء" و "عائشة" و "أولاد الشوارع" و "حين ميسرة" و "البؤساء" أبرز الأفلام دائمًا ما تتطرق السينما للموضوعات الاجتماعية الهامة، ولكن تظل ظاهرة أطفال الشوارع هى الأكثر اهتماما، وانتبهت السينما والفن بشكل عام، إلى هذه الظاهرة وما يرتبط بها من تسول وبطالة ورذيلة، كما تطرقت إلى عالم الإصلاحيات بكل سلبياته، والاسباب التي تغذي تيار التشرد والإجرام. وقدمت للسينما أفلامًا أوجدت صدى كبيرًا بين المشاهدين حتى الآن، ومنها "تيتو" و"الجراج"، وكان يوسف وهبى على رأس هؤلاء خاصة فى موضوع الطفل اليتيم، وايضا أسماء أخرى مثل أحمد كامل مرسى وحسن الإمام.. ولكن يعتبر حسين صدقى هو الأسبق والأكثر تكريسا لجهده فى هذا المجال. وقدم حسن الإمام فيلمه "اليتيمتين"، أما أنور وجدى فقدم الفتاة اليتيمة فى "ياسمين" و "دهب".. فيما قدم عاطف سالم أفلاما عن يتامى وأطفال شوارع مثل "الحرمان" و "جعلونى مجرما" وكان الأطفال هنا فاقدى الآباء.. وهناك ايضا "أنا بنت مين" لحسن الإمام، و"نافذة على الجنة" لأحمد ضياء الدين. ونجد ايضا "البؤساء" لكمال سليم حيث أولاد الشوارع واللقطاء، وأولاد الفقراء" التى يناقش الأسباب التى أدت بأطفال إلى التشرد وأرجح ذلك إلى فقدان العائل الأساسى للأسرة. ونجد ايضا الفتيات فى الملجأ مثل "أربع بنات وضابط" لأنور وجدى، و"عصافير الجنة" لسيف الدين شوكت .. ولا ننسى افلام "اليتيمة" لفؤاد الجزايرى، و"ليلة غرام" للمخرج بدرخان، و"بص شوف سكر بتعمل إيه" لأشرف فهمى، و"اليتيم والذئاب" لحسين عمارة، و"اليتيم والحب" لمحمود فريد. "الابرياء" : قدم النجم الراحل حسين صدقي، مع المخرج احمد بدرخان، فيلم "الابرياء"، التى ناقش الاطفال وخاصة الايتام منهم، واظهر خلال احداث العمل، مدي معاناة الطفل اليتيم في مواجهة الظروف القاسية التي يتعرض لها، ناقش ايضا الفيلم كيفية الاهتمام والنهوض بهم وتوفير حياة كريمة لهم.. وذلك من خلال الشاب الثرى محسن الذى يعيش فى قصر جده ويقرر ايواء عدد من الاطفال المشردين لاصلاحهم. "اولاد الشوارع" : قام عميد الادب العربي بانتاج فيلم اولاد الشوارع، من تأليفه واخراجه وانتاجه ايضا، و اوضح فيه الاسباب الرئيسية لظاهرة اولاد الشوارع، ودق ناقوس الخطر لهذه الظاهرة منذ الخمسينيات من القرن الماضي..الا ان هذه الاسباب والحلول التي ناقشها الفيلم لم توضع في الاعتبار ولم تاخذ على محمل الجد والدليل علي ذلك ان اطفال الشوارع مازالوا منتشرين وبشكل اكبر. "عائشة" : وهو فيلم للمخرج جمال مدكور، وقام ببطولته فاتن حمامة وزكي رستم وزهرة العلا وفردوس محمد .. وأوضح الفيلم مدي البشاعة عندما يكون الاب انسانا بلا رحمة بابنائه، فقد كان انانيا، ييجبر ابنته على التسول، و بيع ورق اليانصيب على المقاهى، أما أخواها فيعملان فى مجال النشل، ويستولى والدهم على حصيلة كل منهم من أجل أن يسكر بها فى البارات. "جعلوني مجرما" : ففي فيلم المخرج الكبير حسن الامام، ووحش الشاشة فريد شوقى، وجدنا مدى خطورة ظاهرة اطفال الشوارع وما يواجههم من تعذيب واهانة لكرامتهم واداميتهم، فيكبرون وهم حاقدون على المجتمع ككل، فقد جسد العمل بشاعة تعذيب الاطفال من قبل المعلمة "نجمة ابراهيم"، وتعيلم الاطفال الابرياء السرقة والتشرد بل ويصل بها الامر الي احداث عاهات بهم من اجل تحقيق اكبر عائد من التسول. "العفاريت" : وهو بطولة مديحة كامل وعمرو دياب ونعيمة الصغير وحمدي الوزير، بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الاطفال ابرزهم الطفلة هديل التى قدمت دور "بلية" والطفل احمد عقل الذى لعب دور "سقراط"، ويدور احداث الفيلم حول شمندي الذى يتعاون مع "الكتعة" التى تتاجر بالاطفال، ويتطرق العمل الى حياة الاطفال المشردة وسط المخاطر. "حين ميسرة" : وهو فيلم للمخرج خالد يوسف، وبطولة عمرو سعد وهالة فاخر وسمية الخشاب وعمرو عبد الجليل.. وتناول الفيلم شريحة الفقراء المهمشين، واطفال الشوارع التى تعيش بين هذه الفئة، فهم بلا ماوي ولا سقف لحمايتهم ما يجعلهم يتخذون من تحت الكباري ومقالب الزبالة مكانا لهم، ونجد انهم يمارسون سلوكيات حياتهم بشكل سيء جدا، مثل تناوب ممارسة الجنس بينهم والانجاب بطريقة غير شرعية. "الغابة" : وهو بطولة ريهام عبد الغفور وحنان مطاوع، ومن اخراج أحمد عاطف.. وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من أولاد الشوارع متفاوتين فى الأعمار تجمعهم "الخرابة" وتتنوع طرق حصولهم على المال بين التنقيب في القمامة والسرقة وتوزيع المخدرات والدعارة، يحاول الفيلم رصد ما يدفع هؤلاء للسلوكيات الشاذة للحصول على ما يكفي للعيش، ويضع المجتمع والحكومة في قفص الاتهام باعتبارهما المسئولين بشكل مباشر عن تلك الظاهرة.. وقد اعتبر بعض النقاد ان الفيلم مسيئًا لسمعة مصر، لاحتوائه على مشاهد صادمة للمشاهدين، خاصة انه أول فيلم مصرى يقدم مشاهد واقعية لأطفال شوارع حقيقيين.