صراخ وبكاء وعويل.. رائحة الخراب فى كل مكان، لا شىء يعلو فوق ألسنة النيران التى امتدت لتدمر كل شىء أمامها من بضائع ومنشآت تجارية، فى بداية موسم لهم ينتظرونه كل فترة. مشاهد كثيرة يرصدها "صدى البلد" على مدار 15 ساعة متواصلة لتغطيته حريق السوق التجارى بالعتبة وعدة عقارات تصل ل 12 عقارا، امتدت النيران بها كالهشيم، رغم سرعة الاستجابة من الحماية المدنية ومن ثم تدخلت قوات الجيش لانقاذ الموقف. * بداية الشرارة - فى ال 11.30 مساء امس بدأت شرارة النيران فى فرش للباعة الجائلين والذى يحتوى على "أحذية وملابس مختلفة" تم بعدها ابلاغ الحماية المدنية، التى هرعت لمكان الحريق الذى يجاور مبناها، ولكن فى لحظة محاولتها السيطرة على الحريق، تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وتنتشر النيران فى بضائع الباعة الجائلين. - النيران لم تشتعل فى بضائع الباعة الجائلين فقط ولكنها امتدت للعقار المجاور لها وهو فندق الأندلس الذى يتكون من 9 طوابق اثنان منها للفندق والباقى يتم استغلاله كمحال تجارية ومخازن لتخزين بضائع تجار الجملة، لتمتد به النيران كالانقضاض على الفريسة بدون ان تمنح احدا وقتا للنجاة ببضاعته وتجارته التى دمرتها النيران. - الحماية المدنية تدفع ب 25 سيارة إطفاء لمحاولة السيطرة على الحريق ولكن هيهات لمواجهة تلك النيران التى سرعان ما امتدت لمبان أخرى مقابلة للعقار المشتعل، وهنا تأتى الحيلولة دون الاستعانة بقوات التدخل السريع للقوات المسلحة. - 10 سيارات إطفاء لقوات المسلحة تأتى فى الحال ومزودة بسيارة اطفاء هيدروليكى، للسيطرة على حريق المبانى من اعلى وفى مقابلة طوابقه المختلفة. - وسط تلك المحاولات للسيطرة على الحريق لم يجد أصحاب المحال التجارية والضائع سوى الدعاء وقول "يا رب" وسط صرخاتهم وعويلهم، لضياع اموالهم وتجارتهم لادراج الرياح. - الوقت يمر ولكن دون جدوى من السيطرة على الحريق وسط زيادة فى شدة الرياح، التى كلما انطفأ جزء من النيران اشتعل جزء اخر فى عقار مختلف. - قوات الحماية المدنية والجيش يكثفان من جهودهما للسيطرة على الحريق بزيادة اعداد سيارات الإطفاء التى تم طلبها من محافظاتالقليوبية والشرقية والجيزة والمنوفية للمساعدة فى السيطرة على الحريق. - الساعات تمر والقيادات الأمنية تصل لموقع الحريق لمتابعة عمليات الإطفاء التى تجرى على قدم وساق بدون توقف من أحد. - فى تمام الساعة 9 صباحا بدأت السيطرة على النيران عقب 10 ساعات متواصلة ولكن اعقب ذلك تجدد اشتعال النيران فى الفندق وعقارين اخرين، مما أدى إلى زيادة وتكثيف الجهود للسيطرة على الحريق. - رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل يتابع عمليات الإطفاء من موقع الحريق ويأمر بتشكيل اللجان الرسمية للوقوف على اسباب الحريق، وحصر الخسائر المادية. - قبل السيطرة على الحريق بساعتين بدا أصحاب المخازن فى انقاذ ما يمكن انقاذه من بضائعهم الموجودة فى المخازن المختلفة، رغم تضرر بعضها من المياه من جانب والنيران من جانب آخر واصفين ذلك ب "نص العمى ولا العمى كله". - السيطرة على الحريق عقب مرور 15 ساعة متواصلة من الحماية المدنية والجيش بدون كلل أو كسل منهم حتى لا يتم حدوث كارثة اكبر لا تحمد عقباها. ورصدت عدسة "صدى البلد" آراء بعض التجار ونظرتهم حول تجارتهم التى دمرتها النيران، وكمية الخسائر التى حدثت لهم، واسباب وقوع الحريق فى تلك المنطقة. وعلق أحد البائعين قائلا "ان جميع الذين خسروا بضائعهم التى لا يمكن لأحد ان يعوضهم عن تلك الخسائر، لا نتاجر فى المخدرات ولا شىء يضر بأمن الوطن". وقاطعه اخر بأن السبب وراء اشتعال النيران هو السوريين والسوادنيين فى المنطقة نظرا لاستئجارهم لمحال تجارية فى المنطقة ويريدوننا أن نرحل من المنطقة، التى نعيش فيها منذ سنوات عديدة دون ان يتدخل احد. وقالت سيدة ان تلك البضائع يعيش من ورائها الكثير من الأسر، وأن السوريين هم السبب فى خراب تلك المنطقة. فيما قال أحد الشباب انه حاصل على مؤهل عال ولا يريد وظائف من الدولة، ولكنه يعمل بيديه، وأنه لا يمتلك سوى ذلك الفرش الذى يعمل عليه، وأن الخسائر من وراء الحريق تتعدى ال 500 مليون جنيه، مطالبا الرئيس السيسي بانقاذهم قبل أن يتم طردهم من المنطقة، بل تحويلها إلى منطقة سياحية ويطرد منها اصحابها. قال محمد سمير انه يقطن فى منطقة العتبة وفور علمه باندلاع الحريق بفندق الاندلس، جاء منذ الساعة 12 ونصف، ورأي النيران مشتعله فى 4 أدوار من الفندق. وأضاف سمير انه فور علم قوات الحماية المدنية باندلاع الحريق تم الدفع بالسيارات المجهزة للسيطرة على الحريق وتم جلب قوات من الجيش للمساعدة. وأوضح أنه لم ير مثل ذلك الحريق من قبل فى اى مكان نظرا لاندلاعه فى اكثر من عقار فى وقت واحد وشدة الهواء وراء اشتعاله بسرعه، مضيفا أن جهود الحماية المدنية جيدة تجاه الحريق نظرا لما بذلوه للسيطرة على الحريق.