* مفتي الجمهورية: عمال مصر يمثلون أهم قلاع بناء وتنمية الوطن * عمر هاشم: الإسلام وضع أسسًا لعلاقة عادلة بين طرفي العمل * البحوث الإسلامية: الدين يحض على العمل ويرفع من شأن العاملين هنأ رجال الدين عمال مصر في عيدهم السنوي، مؤكدين أن الإخلاص في العمل هو سبيل الرقي وتقدم ونهضة الأمم، وأن الإسلام وضع أسسًا لعلاقة عادلة بين طرفي العمل.. قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن عمال مصر يمثلون أهم قلاع البناء والتنمية التى يعتمد عليها الوطن، خاصة فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر، موجهاً لهم التهنئة بمناسبة عيد العمال، داعيًا الله تعالى لهم بالعون والمزيد من النجاح. وأضاف المفتى، في تصريح بمناسبة عيد العمال، أن الإسلام يعظم من شأن العمل، بل إن الأنبياء عملوا فى مختلف المجالات، فأبو البشر نبى الله آدم كان زارعًا، وداود كان حدادًا، وعيسى بن مريم كان صباغًا، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم عمل بالرعى والتجارة. وأشار المفتى إلى أن النبى محمد، صلى الله عيه وسلم، حث على العمل والاجتهاد فيه وإتقانه فقال «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، موجها رسالة إلى عمال مصر فى عيدهم يحثهم فيها على بذل المزيد من الجهد والعمل من أجل النهوض بمصر وتنميتها وتنشيط اقتصادها، والإبداع والتطوير فى مجال عمله، لأن قيمة المرء بما يحسنه من عمل، وألا يلتفتوا إلى أصحاب ثقافة الهدم والمثبطين. وتابع: بلادنا اليوم تحاول العمل والنهوض والبناء وجذب الاستثمار وإقامة المشروعات وغيرها من سبل التنمية، مما يجعلنا جميعاً أمام مسئولية كبيرة ومهمة عظيمة وغاية نبيلة، فيجب أن نجتهد حتى نؤدى تلك الأمانة التى تحملناها". من جانبه، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الإسلام عقيدة وعمل، وعبادة وأخلاق، وقد دعا أتباعه إلى العمل بكل أنواعه,، دعاهم إلى عمل الطاعات للعبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالي. وألمح «هاشم» إلى أن الإسلام دعا إلى العمل والسعي في الحياة من أجل عمارة الدنيا، وبين الله سبحانه أنه رقيب علي كل إنسان، ومطلع على كل ما يعمله الناس، فقال الله تعالي: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» [سورة التوبة: 105].فالعمل بهذا فريضة. ونوه عضو هيئ كبار العلماء، بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيّن أن أفضل ما يأكله الإنسان هو ما كان من عمل يده حيث قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"، قَالَ : "وَكَانَ دَاوُدُ لا يَأْكُلُ إِلا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». رواه البخاري. وضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بداود -عليه السلام- المثل لأنه كان ذا مال وكان من الممكن أن يكتفي بما عنده من مال فلا يعمل، ولكنه مع هذا كان حريصا على العمل، لأن العمل عبادة وشرف وحق ولأن الحياة لا تنهض إلا بمشاركة جميع أبنائها وعملهم في عمارة الحياة وبنائها. واستطرد: أن العمل مهما يكن بسيطا فهو أفضل من عمل منقطع أو يكون الإنسان بدون عمل فقد أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن العمل مهما يكن بسيطا أفضل من الوضع الذي لا حركة فيه ولا نهوض لأتباعه. وأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأهمية العمل ولو كان يسيرًا فقد قال صلي الله عليه وسلم: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أحبلهُ, ثم يأتي الجبل, فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا, فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» رواه البخاري. وشجع الإسلام على كل أنواع العمل من زراعة وصناعة وتجارة وغير ذلك من أنواع العمل ففي مجال الزراعة قال الله تعالي: «وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)» سورة يس. واستكمل: وفي شأن العمل التجاري كان القدوة في ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث تاجر في مال خديجة قبل بعثته، ووضح صلوات الله وسلامه عليه أهمية العمل التجاري ومنزلة التاجر الصادق الأمين وأنه يحشر مع النبيين والصديقين كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم. ونبه على أن للعمل في الإسلام مكانة عالية، حيث إن صاحبه مثله مثل المجاهد في سبيل الله، فعندما مر شاب على بعض الصحابة ورأوا قوته وجلده قالوا: لو كان هذا في سبيل الله؟ فوضح الرسول صلي الله عليه وسلم أن العمل للسعي على الأبناء أو على الآباء أو على النفس يعتبر كالمجاهدين في سبيل الله. ولفت إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالعمل والأخذ بالأسباب وعندما سأل أحد الناس وقد ترك ناقته دون أن يعقلها أي يربطها فسأل الرجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: «اعقلها وتوكل لأن الأخذ بالأسباب لا يتنافي مع التوكل علي الله سبحانه وتعالي». وطالب «هاشم» بضرورة اتقان العمل، مشددا على أنه واجب المسئولين وأصحاب الأعمال أن يعطوا العاملين حقوقهم غير منقوصة، فكما نطالب بإخلاص العاملين واتقانهم للعمل، نطالب لهم بحقوقهم ودعمهم وتشجيعهم وزيادة رواتبهم ومكافآتهم لأنهم بناة الحياة، والقائمون علي عمارتها. وناشد كل مسئول أن يراقب ربه سبحانه في المساواة بين جميع العاملين،, وألا يحابي بعضهم علي حساب، لأن المحاباة سبب كل خراب وضياع قال رسول الله صلي الله وعليه وسلم: «من ولي من أمر أمتي شيئا فولي عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه حدفا و,لا عدلا حتي يدخله جهنم». بدوره، أكد الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإخلاص في العمل هو سبيل الرقي وتقدم ونهضة الأمم، مضيفا أن المصريين على مدار التاريخ أثبتوا للعالم قدرتهم على العطاء وتحقيق أهدافهم والعمل من أجل أوطانهم. وألمح الأمين العام لمجمع البحوث، إلى أن التحديات الراهنة تقتضي العمل المستمر وبإصرار لتفويت الفرصة على دعاة التخريب والهدم والذين يسعون دائما لتعطيل عجلة الإنتاج. نوه بأن الإسلام يحض على العمل ويرفع من شأن العاملين الذين يبنون؛ مؤكدا أن مصر في حاجة إلى التكاتف والتفاني في العمل من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية لأنه بالعمل ترقى الأمم وتتقدم الشعوب. وطالب الأمين العام المصريين جميعا بالبذل كل في موقعه حتى يتسنى لهم وضع وطنهم في مصاف الدول المتقدمة؛ وهو ما لا يتأتى بانتظار المعجزات وإنما بالسعي الحقيقي للعمل والإنتاج. وهنأ الأزهر الشريف عمال وعاملات مصر الشرفاء بمناسبة عيدهم الذي يحل في الأول من مايو من كل عام، موضحًا أن قيمة الإنسان تُقدَّر بقيمة ما يؤديه من خدمةٍ لمجتمعه ووطنه وأمته، وأن العمل هو الركيزة الأساسية لنهضة الأمم والشعوب ومواكبة التطور الشامل الذي يشهده العالم من حولنا. وأعرب الأزهر الشريف عن دعمه الكامل لحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على زيادة الإنتاج المحلي والتصنيع المصري لتقليل الاستيراد وتشجيع المنتج الوطني، داعيا إلى تدشين قاعدة صناعية متطورة قادرة على المنافسة ومواكبة مقتضيات العصر ترفع شعار "صنع في مصر" . وشدد الأزهر الشريف على تقديره الكبير للدور الوطني الذي يقوم به عمال مصر لدفع مسيرة التقدم والنهوض خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر التي تتطلب من الجميع العمل بجد واجتهاد من أجل رفعة الوطن وتحقيق التنمية في مختلف المجالات. وطالب الأزهر الشريف الجميع بمواصلة العمل والإنتاج بالإخلاص والجِدِّ والتَّفاني فيما يخدم الوطن ويدعم الاقتصاد، سائلا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.